الشريط الإخباري


mercredi 30 novembre 2011

هل سينجح حزب العدالة والتنمية في إقناع المغاربة وإخراجهم من مستنقع الإحتجاجات




بعد تعيين السيد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية -متصدر الإنتخابات التشريعية- رئيسا للحكومة اليوم الثلاثاء 29 من شهر نونبر، بمدينة ميدلت من طرف الملك محمد السادس طبقا للفصل 47 من الدستور الجديد أو الممنوح إن صح التعبير الذي يُعطي للملك صلاحية تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي تصدر الإنتخابات البرلمانية، كما يمنحه حق تعيين باقي الوزراء بإقتراح من هذا الأخير أي رئيس الحكومة، وبما أن الحدث إستثنائيا نظرا لصعود ولأول مرة في تاريخ المغرب السياسي حزب ذو توجه أو إديولوجية إسلامية سُدة الحكم المغربي هذا إذا تجاهلنا بطبيعة الحال فصول الدستور الراهن التي تُلجم وتُصفد أيادي كل حكومة ستتعاقب على تسيير شؤون المغاربة مستقبلا وتجعلها في حكم الأحداث أو القاصرين أمام المؤسسة الملكية..؟ اليوم الإسلام السياسي أمام فوهة بركان الحراك السياسي الذي تشهده البلاد وأمام التحديات المستقبلية لإنجاح مسلسل الإصلاح المرتقب من كل حكومة مُعينة في ظل دستور ممنوح تحت يافطة تختلف الألقاب والحاكم واحد..؟

ربما للسلطة أو كراسي الحكم حسابات أخرى ولكل مقام مقال..؟ وخطابات البارحة ليست كاليوم لأن الخرائط لا تشبه الميادين في حدها وذاتها.. بمعنى أن جميع الوعود الحزبية والبرامج والمشاريع السياسية والإقتصادية أوالإجتماعية مجرد دعاية وسراب من أجل التربع على عرش الحكم، وهذا غاية كل حزب سياسي سواء ذو توجه إسلامي أو علماني (تختلف الأسباب والهدف واحد)، إذا حزب العدالة والتنمية أمام رهانات كبيرة ومسؤوليات جسام خلافا عن باقي العهود نظرا لإستيقاظ الشارع المغربي من سباته المعهود حيث أصبح يطالب من أُوكل إليهم أمره بإصلاحات ميدانية حقيقية بعيدا عن المراوغات السياسية والوعود السرابية..؟ ولعل من سوء حظ إخوان بنكيران رئيس الحكومة الحالي بعد جهد جهيد للوصول إلى الحكم ترميهم أقدارهم في زمن لا يحسدون عليه..، -زمن الإحتجاجات والوعي الشعبي وتمرد المحكوم على حاكم- تجعلهم أمام إمتحان صعب تلزمهم عصى موسى لتغيير الواقع المغربي بكل مخلفاته السلبية مائة وثماثون درجة إلى الوضع الذي يجعلهم في مأمن من الإحتجاجات والمطالبة بسحب الثقة من حكومتهم

لابد على المواطن المغربي أن يكون مُلِما بقواعد اللعبة السياسية ويعي كل الوعي أن نجاح حزب الإسلاميين المدلل العدالة والتنمية، مُراد له أن يكون في واجهة الحراك السياسي الراهن نظرا لكل الوسائل والسبل التي نُهجت من طرف النظام الحاكم بغية إمتصاص غضب الشارع المغربي المطالب برؤوس المفسدين ومعاقبة كل من تورط في هدر المال العام أو جرائم أخرى لم يسلم منها أصدقاء الملك المقربون ولا المؤسسة الملكية بذاتها، ولربما هي لعبة قذِرة من أجل إجتثات جدور هذا الحزب الإسلامي من منبتها بعدما طغى على الساحة السياسية المغربية التوجهات والخطابات الإسلامية التي لا تتماشى ومصالح النظام القائم سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي بالنسبة للعلاقات مع الدول الغربية..؟ لا يُستبعد حقيقة أن تُشحن بعد الجهات والشارع المغربي من طرف مؤسسات النظام ضد حكومة *بنكيران* التي يُستنبأ لها بعدم إعمار سدة الحكم أكثر من عامين حتى تُسحب الثقة منها بضغط من الشارع المغربي الثائر أوالأحزاب التي لا تستلطف شطحات هذا الأخير

لا ننسى وعود ومشاريع الحزب الفائز التي أصبح ينسلخ منها بعد بزوغ أشراط فوزه وقبل الإعلان عنها رسميا من طرف وزارة الداخلية، ولا نكون في نفس الوقت ممن تمر عليهم مرور الكرام خدعة الحملة الإنتخابية ومشاريع الأحزاب المتنافسة التي تتبنى على أشكالها مبدأ كل الطرق تؤدي إلى روما البرلمان..؟ وليس حزب العدالة والتنمية بمعصوم من هذا وذاك، وليس بالغبي حتى يبقى وفيا لمشاريعه التي كانت لبنة حملته وبرنامجه الإنتخابي ذو الخطابات الإسلامية التي أصبح المواطن المغربي يجد فيها ضالته وخلاصه بمثابة القشة التي يتعلق بها الغريق.. من الغباء والتغابي أن نمشي بمفهوم ترسيخ مشروع برنامج إسلامي محض يستمد قوته من الشريعة على أرض الواقع في بلدنا الحبيب المغرب بين عشية وضحاها؟ وما يبغي لهذا المشروع هو ومن يتبناه أن يرى النور وإلا ستكون أول أيد تُقطع على سبيل المثال لا الحصر أيد محمد السادس وهلم جرا على حاشيته ومن والاهم من المفسدين وناهبي مال الشعب المغربي إستنادا للآية الكريمة *والسارق والسارقة فٱقطعوا أيديهما* صدق الله العظيم

مسلسل الإحتجاج والتمرد لازال قائما، ونجاح حزب إسلامي ليس هو سفينة نوح.. ولا بنكيران رئيس الحكومة المهدي المنتظر..؟ سيبقى الحال على ما هو عليه رغم الإحتجاجات والتمرد والعربدة المصطنعة في ظل دستور ممنوح تستمد المؤسسة الملكية شرعيتها وقوتها وقدسيتها بموجب فصوله كما أسلفنا تختلف الألقاب والأوصاف والحاكم واحد والنظام واحد والباقي كراكيز تُحرك خيوطها وراء ستار ملكي لا تُنتهك حرمته ويبقى الشعب المغربي كالعشب الذي تحت أقدام الفيلة سواء تعاركت أو داعبت بعضها البعض كلتا الحالتان العشب من يدفع الثمن إشارة إلى الشعب

lundi 14 novembre 2011

كفانا هدرا للدماء يا شيوخ الإسلام




حقيقة لقد ترددت كثيرا وأنا أفكر في كتابة هته السطور التي سأخوض من خلالها في أمر جلل نحسبه هين وهو عند الله عظيم، لا أدري هل نحن أهل للنصيحة أو العكس مقارنة مع من ستُوجه لهم إذا إعتبرناهم نبراس الأمة وخلفاء رسول الرحمة عليه السلام، إذا أخطأت فبتهوري وإن كان العكس فبتوفيق الله سأكون أثرت إنتباههم إلى أمر إقترفوه إما بجهل أو تجاهل أو خطأ في التقدير بحكم السنة الإلاهية *كل بني آدم خطَّاء*. المتداول في العالم الإسلامي وإن أصبت المُبتَدع من الأقوال منه التي تلجم ألسنة المسلمين وتكون رادعا لهم، (طابو) لا يُستباح الخوض فيه يحول بينهم وبين مصالحهم... إذا تعلق الأمر بمُحاجَّات علماء الأمة الإسلامية تحت يافطة (لا تجادل ولا تناقش)..؟ الأمر فقط يتطلب القليل من الجرأة لكسر طابوهات طالما عطلت عقول المسلمين حِجَج خَلت جعلتهم متقوقعين في خانة الحلال والحرام عكس ما حث عليه الإسلام وسنه الرسول الكريم اللذان ينتصران للكرامة الإنسانية التي تتجلى في إحترام الرأي الآخر حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، مرتكزا في هذا الباب على قصة المرأة التي جادلت إبن الخطاب على مسمع من المصلين بخصوص (مَهر المرأة) فقال أصابت المرأة وأخطأ عمر، فهل بعد خطأ عمر رضي الله عنه لنا حجة في أن نرى علماءنا يُخطئون المرة تِلوى الأخرى في حق صورة الإسلام والأمة الإسلامية جمعاء... أليس منا رجل رشيد..؟

ما يقع في العالم العربي الإسلامي اليوم من جهل ودمار وقتل وتخلف وتطرف خلف صورة لا نحسد عليها كمسلمين، مشينة في أعين العالم الغربي التي أساءت بشكل أو بآخر إلى ديننا الحنيف حتى أصبحت الألقاب كالإرهابي والمتطرف والشاذ تلاحق الإنسان المسلم أيما حل و إرتحل..؟ لا ندير ظهورنا إلى الواقع المرير الذي تُعاني منه الأمة الإسلامية بسبب شرذمة المتطرفين الدينيين أو من تأسلموا بهذا المفهوم في غياب التأطير الإسلامي الحق، الغيور على صورة الدين والعقيدة، نطرح جملة من الأسئلة يمكن إن كنا لا زلنا نعيش عهد المعجزات أن نصلح ما أفسده دهر صعاليكنا.. ما دور شيوخ الإسلام اليوم غير التبشير بالجنة والنار..؟ ما محلهم من الإعراب إسلاميا وحال المسلمين يُرثى له..؟ أما آن لهم أن يوقنوا أن الإفتاء السياسي أصبح يخسف بفراعنة المسلمين إيجابيا مسيئ في نفس الوقت إلى صورة الإسلام والمسلمين على سبيل المثال لا الحصر ما ألمَّ بليبيا والعقيد..؟ أما يقف عقل الإنسان عن التفكير مذهولا عندما أصبحنا نرى شيوخ الإسلام يُغازلون وِد جهات (...) بآخر صيحات موضة الإفتاء السياسي لنصرة نظام فلان والإطاحة بعرش آخر والمحظوظ من يدفع أكثر ويُسبل عليهم من إكرامياته أكثر فأكثر...؟ إتق شر شيخ أحسنت إليه

أسأل الله أن يغفر لي تطاولي على مشايخنا الأجلاء، وما خطته يدي ليس طعنا في شرفهم أو تقليلا من قيمتهم ومصداقيتهم.، حاشا لله، نستثني صفوتهم مُكِنين لها كل ما تحمله كلمات الإكبار والإجلال من معنى..، لكن الأزمان الغابرة والتي نعيشها أكدت حديثا عن الرسول (ص) *من دخل على غني أو ملك فتضعضع له لغناه ذهب ثلثا دينه* وهذا بالضبط ما لمسناه في علماء الأمة الإسلامية من تملق وتضعضع بغية الإغتناء السريع مُقابل تسييس الفتوى الشرعية لتوظيفها كسلاح أكثر من نووي للإطاحة أو للضغط على أنظمة ما..؟ هذا إن لم نتجاهل أثر مثل هته الفتاوى الصادرة من شيوخ الأمة، لهم صدى واسع في العالم العربي الإسلامي ومدى نجاعتها لتجيش المسلمين بطبيعة الحال من ليس له حظ من الإسلام سوى لحية أسدلت على الصدر وقميص أفغاني على مستوى الساقين..؟

إن تملق بعض علماء الإسلام المشهورين بالفتاوي الشادة الغير مسندة لقاعدة أصولية شرعية بل هي أضل، أساءت لصورة الإسلام أكثر مما خدمته، هذا إذا ركزنا على ما حدث لعقيد ليبيا أوج حكمه وما جاء على لسان نجله سيف الإسلام بالصوت والصورة في تصريح يضرب بعرض الحائط محاضرات ومواعظ من كانوا بالأمس القريب أخلاء مجنون ليبيا يُغدق عليهم أموالا وهدايا كان أحق بها الشعب الليبي...؟ قبل أن تنقلب الآية ويصبح من كانوا بالأمس القريب محيطين بالديكتاتور العقيد في صورة تدكارية بقدرة قادر أحاطوا بآخر بعد بروز أشراط زوال حكم معمر ليبيا..؟ فبفتاويهم التحريضية على هدر الدماء التي لم يسلم من تبِعاتها لا الديكتاتور القذافي ولا أتباعه ومن والاه.. والكل تابع وشاهد المجازر والمآسي التي ألمت بهذا البلد الشقيق وشعبه بسبب الإفتاء السياسي الذي إحترفه فقهاءنا الأجلاء، أفلحوا في زعزعت أمن مسلمي ليبيا ودول أخرى عربية مسيئين إلى صورة الإسلام غربيا نتيجة هته المجازر والدماء التي سُفكت جراء تغاضيهم عن القاعدة الأصولية الشرعية *أينما تكون المصلحة فثم الشريعة* بمعنى عندما يتعلق الأمر بمصلحة المسلمين فالشريعة لا تأخذ كمرجع.. إذا كان هذا يتعلق بمصلحة المسلمين فما بالنا بمصالح الأمة الإسلامية وصورة الإسلام بصفة عامة التي دُنست بأفعال المتطرفين والشواذ فكريا وإديولوجيا إسلاميا..؟ كل هذا ساهم في ترسيخ لبنة الصورة الإرهابية الدموية التي أصبحت لصيقة بكل إنسان مسلم في عيون الغربيين فما السبيل بعد هذا وذاك إلى تحسين صورة الإسلام في زمن عجزت فيه النساء أن تلدن من ينصره بعقل وحِكمة

لا أجد أبلغ من هذه القولة أوجهها إلى شيوخ الأمة الإسلامية * هناك من الناس من يقول إخلع عقلك خارج المعبد وتعالى .. ونحن نقول إخلع نعلك خارج المسجد وتعالى وشتانا بين من يخلع عقله ومن يخلع نعله..؟ * فليكن العقل مرجعنا والحكمة قدوتنا والخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة