الشريط الإخباري


mercredi 25 avril 2012

أسباب فشل الثورة المغربية




مُذ ظهور فيروس الربيع العربي وقناعتي تزداد يوما بعد الآخر أنه لا توجود ثورة تصحيحية محظة مبنية على أرضية وطنية تتطلع إلى مستقبل زاهر للبلاد والعباد ،بعيدا عن الحسابات السياسية الخاصة، وما رسخ هته القناعة ونحن نراقب الشأن العربي خظم هذا الفيروس الفتاك المقصود به (الثورة المصطنعة) ما آلت إليه أوضاع الشعوب العربية من تفرقة وحروب أهلية وإبادة جماعية في هته الظرفية الحساسة والعرب في أمس الحاجة للإتحاد ووحدة الصف لإستشراق مستقبل الأمة العربية بعدما عز عليها فرض وجودها إبان الهيمنة الأمريكية..؟ ربما في بعض الأحيان الحقيقة أو الواقع إن صح التعبير يكونان كوقع السيف على من يهمهم الأمر.. فمن أوكلت لهم أمور الأمة العربية هم أصلا عبيد للقوى الدولية بعدما إستعبَدوا بدورهم الشعوب المنكوبة، وهذا ناتج عن جهل هته الشعوب لحقوقها وواجباتها تُجاه الوطن والحاكم (...) وإن كانت تُساق كقطعان الغنم إلى المجهول..؟ إذن فلما نعيب حكامنا والعيب فينا وما لحكامنا عيب سوانا، ونهجو هؤلاء الحكام بغير ذنب.. أقول هنا فقد نطقوا لنا فأبادونا 


سآخذ المغرب نموذجا في فشل الثورة بعدما إكتسب مناعة ضد فيروسها متداركا الوضع في إستباق الزمن بإخماد نار غضب الشارع المغربي قبل إشتعالها..، المخابرات المغربية لم يُغض لها جفن وهي ترى العدوى الثورية تنتقل من شعب إلى آخر تنخر الأنظمة العربية، وقت ذاك لم يكن النظام المغربي ببعيد عن مصائر نظرائه لولا الخبرة المغربية في إخضاع المغاربة بطريقة سلسة مستبلدة.. فكان خطاب التاسع من مارس التاريخي والجريئ كما يحلو للملكيين وصفه، تلاه تعديل دستوري بإشراف لجنة ملكية ألف بالمائة غابت فيها اللمسة الشعبية.. وإن كان قبل هذا وذاك ولادة حركة العشرين فبراير المخابراتية لتأطير المحتجيين والتحكم في سقف مطالبهم تحت أعين متزعمي هته الحركة المواليين لجهاز (الديستي) المخابرات المغربية لتكون ثورة النظام على الشعب وليس العكس


حقيقة المغاربة شعب مقترن بالملكية خاضع لملكه رغم المشاحنات والإنتقادات، وبالرغم أيضا من إستعباده من طرف النظام الحاكم.. فلا صحة ولا سكن ولا توظيف ولا عدالة، ناهيك عن الركوع والخنوع لولي الأمر اللذان أصبحا سمة مغربية في ظل موضة الربيع العربي، ربما كانت هناك أصوات غردت خارج سرب حاشية النظام ومواليه قوبلت بالتجاهل بسبب عدم التنسيق وغياب الوعي النضالي، أو الأرجح قد تكون قُصفت بسلاح "فرق تسود"، كل هته الأسباب ساهمة بشكل أو بآخر في فشل التجارب التونسية المصرية الليبية على أرض المغرب للأسباب التالية: أولها أن المغاربة تلزمهم في المقام الأول ثورة فكرية ترفأ بهم على بر الديمقراطية الحقة والعدالة المنشودة، ثانيا الخنوع لنظام حاكم على طريقة العهد القرشي والمثل يقول ما أفسد الأنظمة إلا نفاق الشعوب، ثالثا مبدأ (الأنا) المهيمن على الشأن المغربي على سبيل المثال لا الحصر اليساريين من جهة والإسلاميين من أخرى ومصلحة البلاد على الهامش فما السبيل إلى ثورة توقظ المغاربة من سباتهم الذي يضاهي نوم أهل الكهف


نطرح أسئلة علها تكون بلسما لجروح الثورة المغربية التي كُتب لها الفشل قبل إندلاعها.. هل الشباب المغربي مؤهل لأخذ زمام مسؤولية ثورة بكل مفاهيمها وهو الجاهل لمعانيها وأبعادها..؟ هل هذا الشاب المغربي الذي لا يفرق بين المجلس الوزاري والحكومي ومن يترأس كل منهما أن يكون حربة ثورة تقرر مصير البلاد..؟ أليس عين الحكمة ورأسها أن نُبقِي على المؤسسة الملكية كرمز للبلاد ونناظل من أجل إسقاط نظامها السياسي وأسطر سطرين على كلمة النظام السياسي علما أن الحاشية هي القابضة من حديد..؟ إذا وجدنا حلول لهته المعادلة المستعصية مغربيا حتما سترفأ سفينة الحرية والكرامة والديمقراطية في مغربنا الحبيب ونجنب الوطن مأساة الشعوب العربية إبان الثورة وبعدها 

dimanche 8 avril 2012

هل الإصلاحات ملاذ لحكام العرب من الشعوب الثائرة..؟



الكل متفق على أن الأنظمة العربية من أعتق الأنظمة في العالم نظرا للمدة التي يتربعها الحاكم العربي على السلطة وإنفراده بالحكم بدون مُنازع.. وهذا ناتج بطبيعة الحال أولا عن تجبر وتسلط النظام بغية تثبيت ركائز حكم قائد فُرض على الشعوب كرها شاءت ذلك أم أبت ولو كان يخالف أعراف الديمقراطية والعدل المتداولان.. ثانيا عن جهل الشعوب العربية لحقوقهم وواجباتهم، مالهم وما عليهم تجاه أنفسهم في المرتبة الأولى والنظام الحاكم، والعكس كذلك.. ولن تيترسخ هذا وذاك إلا بثورة فكرية إصلاحية من أدبياتها المصلحة العليا للشعوب والأوطان بدل التشبت بمنطق "الأنا" الذي لا يأتي إلا على دمار الأوطان وتعاسة المواطنين..، وأظن أن البلدان العربية اليوم خضم موضة (الثورات المقتبسة) في وضع لا يحسد عليه وغنى عن مثل هته الصراعات بين الحاكم والمحكوم، والثائر والنظام.. لأن ترتيب البيت السياسي بكل أبعاده والمنظومة الأمنية للشعوب في المقام الأول ثم تليها المرحلة الثانية لإصطفاء من هو أهل لقيادة البلاد والعباد  


إن المدة التي مُنحت للأنظمة العربية المعاصرة بعد تسلمهم زمام الأمور من سابقاتها كافية لمعرفة قدرتها على الإصلاح ومواكبة المسلسل الديمقراطي الذي تبنته منذ إعتلائها عرش الحكم، هذا المشروع الديمقراطي المزعوم والمنشود في نفس الوقت، حقيقة إستبشرت له الشعوب بعدما ظُن أن سحابة ظلم وقهر وإستبداد الأنظمة السابقة ستمطر غيث الحرية والديمقراطية والعدل إبان توليها مقاليد الحكم وتكون "خير خلف لأظلم سلف" إعتبارا أن وصول هته الأنظمة الشابة لسدة الحكم بمثابة إجثتات البلدان العربية من مستنقع الديكتاتوريات و-التفَرعُن- إن صح التعبير، لكن أتت رياح الحكام الجدد المتوخى منهم بزوغ فجر الحرية بما لا تشتهيه سفن الشعوب التواقة للعيش الكريم، وٱستمر عيش هته الشعوب حِجج من الزمن تنشُد حُلمها العربي -ليس من أجل تحرير فلسطين الحبيبة لا سامح الله لأنها لا زلت قاصرة ودون سن الرشد لتحقيق هذا الحلم العربي المقدس- وإنما حلم أن تعيش الشعوب العربية تحت سماء الديمقراطية والحرية والعدالة ولم لا الوحدة العربية.. فشتانا بين حلم يُرجى أن تيحقق وأضغات أحلام


ربما عهد الإصلاحات والتغيير أكل عليه الدهر وشرب بالنسبة للحكام بعد (الربيع العربي)..؟ ولا مجال بعد ثورة المحرومين والمظلومين للإمتصاص غضبهم وتمردهم على الأنظمة الحاكمة بنصوص دستورية لا ولن تُرسخ على أرض الحقيقة، ولا مكان كذلك لحرية وعدالة وديمقراطية لا محل لهم من إعراب التطبيق سوى الأسماء، لأن التغيير والمشاريع الإصلاحية تحت سيف الضغط لا تُصلِح ما أفسده التسلط وقت الرخاء 


أسئلة تطرح نفسها: أين كانت هته الإصلاحات المزعومة والشعوب العربية تئِن بين آلام القهر وأمل الحرية..؟ وهل كانت الأنظمة الحاكمة تكترث لشعوبها قبل شروق شمس الربيع العربي..؟ أما كان حري بأنظمتنا تدارك الأمر ومعالجته بإصلاحات فورية وفعلية قبل إستفحال المبدأ الثوري عند الشعوب..؟ أين كانت أيادي الصفح وسيف التسلط أشد وقعا على رقاب الشعوب..؟ 


رأس الحكمة شرَّع لنا على مدى قرون وأثبت أن "الثقة إذا فُقدت لا يمكن إسترجاعها.. ولو أسترجعت فهو إمتحان لنَيلِها" فالشأن العربي معلول بداء فقدان الثقة في أنظمته التي أثبتت في مواطن كثيرة على عدم أهليتها وجدراتها في تسيير الشعوب.. وأكدت للكل شعوبا ومعارضة ومنتظما دوليا أنها أنظمة من أجل مصالحها الخاصة ضد مصلحة الشعوب شعارها يُباد كل شيئ في سبيل ترسيخ قواعد حكم ديكتاتوري متجبر 


المجد والسؤدد لأنظمتنا العربية.. أما الشعوب فهي في حاجة إلى فهم قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي "ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر" فوا أسفاه على ما آلت إليه أوضاع الشعوب العربية   

 


lundi 2 avril 2012

أحفاد الفكر ميكافيللي من العرب يبدون شعوبهم


منذ إندلاع الثورة العربية أو ما يصطلح عليه ب(الربيع العربي) وشعوبنا تعيش بين مطرقة بطش الأنظمة الحاكمة وسندان الثورات من أجل تحقيق الحرية المنشودة..؟ فلا ثورة تصحيحية محضة تحققت، ولا سِلم وأمان رُسخو في أوطاننا العربية، ولقد أثبتت لنا الأحداث على مدار العام منذ بزوغ فجر الربيع العربي المأساة التي عاشتها ولا تزال الشعوب العربية من إبادة وقهر جراء تبعات تسلط وتعجرف الحاكم العربي من جهة والثورة المغلوطة من أخرى..  فيبدو أن المفهوم الخاطئ للثورة عند مُتزعميها إستفحل دون فهمهِم لقواعدها وأركانها المختزلة في مربع -العدالة، الديمقراطية، السلم، والكرامة-؟ ويبدو كذالك أن كتاب "الأمير" لكاتبه نيكولا ميكافيللي أصبح دستورا ومرجعا لا مفر منه عند حكامنا العرب لقهر وإبادة الشعوب مقابل تربِعهم على كراسي الحكم قواعدها آيلة للسقوط 


حال الأوطان العربية لا يبشر بخير سواء قبل الثورات وإبانها أو حتى بعدها..، نظرا لإنعدام النضج السياسي المقترن بالمسؤولية الحقة تُجاه الأوطان والشعوب البعيد كل البعد عن المصالح الضيقة والبطولة المصطنعة التي نعيشها اليوم..، فالتجربتان المصرية الليبية كانتا ولا تزال درسا واعظا لمن يتقمصون أدوارا بطولية للركوب على ثورة الشعوب ومعاناتهم من أجل لعب أدوارا أكبر من سابقاتها للتربع على عرش السلطة والحكم.. ويُعيد الزمن نفسه وتصبح الشعوب العربية (جرذان) المنطق القذافي بالأمس (صراصير) تُداس بالأحذية عهد عُرَّاب الثورات اليوم..؟ فالثورة التي نشهدها ليست الثورة المنشودة التصحيحية بمفهومها الكامل إنما هي أدهى وأمر.. ثورة ناتجة عن سنوات الإستبداد والقمع والتسلط.. ثورة عشوائية عبثية لا مؤطر لها مشروعها التمرد على نظام ديكتاتوري متجبر ليس إلا، شأنها شأن الحكام الحاليين، والكل متشبع بالمبدأ السلطوي الإنتقامي.. وتضيع مصلحة الأوطان والشعوب بين تسلط الأنظمة وثورة مغلوطة المفاهيم  


إذا كانت الشعوب العربية تتوق إلى سفينة أمريكا وحلف الناتو لإنقادها من يم تسلط الأنظمة العربية فهي أضغات أحلام.. فهذا التدخل المنشود لا ولن يأتي إلا على أنقاض هته الشعوب المنكوبة ولنا عبرة في المشهد الليبي بعد الثورة بين قوسين الذي يعيش حربا شبه أهلية زادت الوضع تأزما من سابقه.. ووقفت تأمل فيما تعانيه سوريا الحبيبة خظم القصف ومشروع الإبادة في إطار "وظلم ذوي القربى أشد مظاظة" إشارة إلى خيانة نظام بشار الأسد بتماطل مع أنظمة عربية أخرى للشعب السوري المنكوب تحت أنظار ومسمع المنتظم الدولي الذي يقف متعمدا وقفة المذهول المتفرج مكتفيا بتنديدات وقرارات محتشمة تزيد النظام السوري إصرارا وعزما قُدُما نحو إبادة شعب كان ضحية مؤامرة غربية عربية يشهدها التاريخ تطرح أكثر من سؤال وسؤال.. ما دور قمة بغداد من المشهد السوري..؟ وما موقف الأمم المتحدة من المجازر التي ألمت بالشعب السوري من طرف نظام بشار..؟ ما محل إعراب لقاء ما يطلق عليه ب(أصدقاء سوريا) في إسطنبول من المقاومة السورية وتسليح الجيش الحر..؟ أسئلة إذا إتضح فيها السبب حتما ستعري الكل نظاما، معارضة، ومنتظما دوليا من أي مصداقية وتكشف لنا مخطط أمريكي قذر يستهدف المنطقة العربية وشعوبها كانت أولى شراراتها وثائق ويكيليكس..؟


لو حدث هذا في دولة أخرى غير عربية لكان لأمريكا وحلف الناتو والأمم المتحدة رأيا آخر بعيدا وخاليا من المفاوضات والتنديدات التي شهدناها ونشهدها بخصوص الشأن العربي..؟ ولكان بدل الإكتفاء بالوعيد والتهديد تدخل فوري وفعال لإنقاد هته الشعوب وتقديم من أجرموا في حقها إلى العدالة الدولية كما حصل مع ديكتاتور صربيا "ميلوسوفيتش" ونظيره التشيلي "بينوتشيت" وغيرهم ممن إقترفوا جرائم ضد الإنسانية..، للأسف يبقى هذا حصرا وإستثناءا على الدول عدا العربية وحكامها أحفاد الفكر الميكافيللي الذين لا يبينون عن طول كعبهم في التسلط والتجبر إلا على شعوبهم الثائرة بين قوسين.. التي نرجو لها ثورة فكرية بكل أبعادها بدل الثورة الدموية التي لا نجني منها إلا الدمار والخراب تحت أنظار وشماتة نظرائنا من الدول الغربية.. وهي رسالة كذلك لمن في أذنيهم صمم من حكامنا العرب أن القاعدة الديمقراطية تقول "إذا كان فردا من المائة غير موافق فليس هناك إجماع" فما بالنا من الآلاف المحتجة المتظاهرة في الميادين والشوارع.. فلنجعل مصلحة الأوطان والشعوب فوق أي مصلحة