الشريط الإخباري


dimanche 16 septembre 2012

هل نظام الرباط سلَّم في مغربية مدينة مليلية



لم يعد هناك مجال للشك بخصوص إسبانية مدينة مليلية، هذا الثغر المغربي المحتل الذي فرط فيه المغاربة نظاما حكومة وشعبا، فبغض النظر عن موضوع قاطنة هذا الثغر المحتل الذي تشكل غالبيته فئة من الريفيين الحاملين للجنسية الإسبانية الموالين للنظام الإسباني إعتبارا أنهم إسبان مسلمين لا من الناحية الثقافية أو السياسة الإجتماعية، فالحقيقة المُرة التي لا نرجو من خلالها المزايدة على ريفيي مليلية في تخليهم عن الوطنية المغربية التي غربت من قلوبهم، فالإستقبال الحار الذي خصصه مسلمو المدينة للعاهل الإسباني خوان كارلوس والملكة صوفيا في فبراير 2007 حاملين العلم الإسباني وصور الملك وزوجته هاتفين بحياتهما كاف بإماطة اللثام عن حقيقة وضع المدينة السياسي والإجتماعي، هذا التفاعل بين العاهلين وساكنة مليلية إن دل على شيء إنما يدل على الوطنية الإسبانية التي تجري في عروقهم كأي مواطن إسباني مستعدين بالدود عنها ولو ضحوا بفلذات أكبادهم كجنود لا يُستهان بنسبتهم في الجيش الإسباني

لا هروب من واقع إسبانية الريفيين سكان المدينة، الذين يحتفظون في بيوتهم بصور الملك الإسباني بدل المغربي، كذلك بالنسبة للعلم الوطني، لنقطع الشك باليقين أن الشعب المليلي شعب إسباني لا غبار عليه بالرغم من المحاولات اليائسة من نشطاء المجتمع المدني المغربي في التحسيس من خطر أسبنة المدينة في فكر الجيل المغربي الصاعد المتقوقع في مشاكله الداخلية والمستغني عن المطالبة بأي ثغر مُحتل في غياب الروح الوطنية الحقة

إذا تكلمنا أو خضنا في موضوع السكوت المطبق أو التجاهل إن صح التعبير الصادر من الديبلوماسية أو النظام الحاكم بشكل عام بخصوص الزيارات الرسمية التي يقوم بها مسؤولو مدريد إلى المدينة المحتلة بصفاتهم الرسمية سواء أفراد من العائلة المالكة كما أسلفنا للملك خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا، أو رؤساء الحكومة كخوسيه لويس ثاباتيرو التي تعد زيارته للمدينة في فبرير 2006 أول خطوة من نوعها لرئيس وزراء إسباني كامل الصلاحية منذ عهد أدولفو سواريس سنة 1980، لم تحرك الديبلوماسية المغربية ساكنا بخصوص هذا التصرف اللامسؤول من صناع القرار الإسباني الذين أبانوا عن طول كعبهم في تمريغ قناع وطنية النظام المغربي وديبلوماسيته الأرض أمام الشعب في المقام الأول والرأي العام الوطني المغربي، ولم يُفهم وقتها عدم تنديد النظام في شخص ديبلوماسيته بهته الزيارات المستفزة التي كان الغرض منها إستعراض العضلات بخصوص موضوع الثغور المحتلة، وبالرغم من تصريحات حكومات مدريد المتعاقبة كون مدينتي سبتة ومليلية خط أحمر لا يمكن تجاوزه فإن صناع القرار الديبلوماسي في الرباط يُفضلون سكوت العذراء ليلة إفتضاض بكارتها

لم تمر إلا 6 أشهر على الفضيحة السياسية والديبلوماسية، التي فجرها خورخي فيرنانديز دياث وزير الداخلية الإسباني وقت زيارته مدينة مليلية بشكل رسمي في فبراير 2007، حيث أحرج ديبلوماسية الحكومة الملتحية بتصريحاته بخصوص ضحايا حرب أنوال من جنود الإسبان الذي وقف شخصيا على أضرحتهم التي توجد بموقع أنوال جهة مدينة الحسيمة بعدما تسلل إليها رفقة وفد إسباني دون علم الديبلوماسية المغربية و وزارة الداخلية في خرق سافر للأعراف الديبلوماسية المتداولة، فلولا تصريحات السيد خورخي وزير الداخلية للإعلام الإسباني لما بلغ مسؤولي الرباط الأمر وكأننا في ضيعة الإسبان يلجونها وقت ما شاؤوا وكيف ما أرادوا، فإن كان الأمر كذلك فهته مصيبة وإن كان العكس فالمصيبة أكبر

زيارة خوصي مانويل مارغايو وزير الشؤون الخارجية الإسباني للثغر المليلي المحتل اليوم الجمعة 14 شتنبر 2012 بمثابة ضربة ديبلوماسية مبطنة، فزيارة من هذا النوع لكبير الديبلوماسية الإسبانية، الذي من المفروض بحكم منصبه الحساس كان حريا به توظيف المنطق الديبلوماسي كونه همزة وصل وقنطرة التواصل بين الدول والأنظمة، كان على السيد مارغايو أن ينأى عن هته الزيارة التي من شئنها بين قوسين إثارة أو إفتعال أزمة ديبلوماسية بين البلدين، الطرفين في غنى عنها آنيا بسب أكثر من ملف يربط الجارين، أما وقد فعلها كبير الديبلوماسية الإسبانية؟ أما وقد غض الطرف عنها كبير الديبلوماسية المغربية؟ أما آن لنا نحن المغاربة الإعتراف بإسبانية المدينة





mardi 21 août 2012

سوريا.. ضحية نظام ومعارضة وطرف خارجي



الكل أدلى بدلوه بخصوص الشأن السوري.. منهم من والى النظام، وفئة ساندت المعارضة وما بات يعرف بالجيش الحر، ونخبة أجازت الجهاد في المنطقة السورية بفتاوى ظاهرها أغمض من باطنها..؟ لكن لا أحد أصاب في تحليلاته وفتاويه الحيلولة دون ما يشهده الشأن السوري اليوم وإن كنا الطرف الحاضر الغائب في جزء من معاناة إخواننا السوريين.. وكلنا له هدف أومصلحة في هذا المشهد غير إستتباب الأمن والسلام في هذا البلد العربي الشقيق الذي آلت أوضاعه أسوء من زلزال هايتي المشؤوم.. ربما عهد العرب هذا, لكثرة الخيانة تلوى الأخرى التي تشهدها دولنا العربية سالفا و عهدنا من تآمر مع حلفاء أمريكا ضد بعضنا البعض لحاجة في أنفس بعض الحكام والدور عليهم كلهم على رأي نبوءة عقيد ليبيا

خليجيا: بعض دول الخليج منهم السعودية قد لا يروق لها نظام الأسد نظرا للتأزم الديبلوماسي بين نظام سوريا الحالي وهته الدول المتقوقعة في مشروعها الخليجي التي تسعى وراء خلق قوة مسيطرة في المنطقة تخولها لعب دور الريادة في المجالات السياسية والعسكرية والديبلوماسية، ولما لا التربع على عرش القرار العربي يسمو بها في المنظومة الدولية أمام باقي الدول العظمى..، لهذا نراها داعمة المعارضة السورية تحت رعاية أمريكية من أجل إضعاف الجانبين أي المعارضة والنظام وضرب العصفور الثاني في خطة بوش وكوندوليزا رايس بعد العراق وصدّامِها.. الدعم الخليجي الأمريكي ليس هدفه إنهاء المشكل القائم بين نظام بشار ومعارضته وإنما يأتي من أولوياته مشروع حرب أهلية سورية لا تضع أوزارها إلا على أنقاض الشعب السوري المنكوب.. فبدل إنهاء الأزمة سلميا دون تسعير نار الفتنة بين الطرفين، نرى تطبيقيا وعمليا المبتغى الأمريكي يتجسد والعرب غارقون في سباتهم الأبدي بين الخيانة والتآمر

الشيء الذي لا يتفق عليه إثنين هو الإبادة والمجازر الجماعية التي يقترفها نظام الأسد وقواته ضد الشعب السوري وهذا لا يقبله لا عقل ولا منطق، ويعتبر جريمة ضد الإنسانية خالفت كل المواثيق والأعراف الدولية.. لكن وبتحليل منطقي إذا إحتكمنا للعقل فالمسؤولية مرمية على عاتق ثلاث: النظام والمعارضة والطرف الخارجي 

بالنسبة للنظام وكما تقتضته ركائز دولة الحق والقانون فإن لبنة شرعية الحاكم هو إختياره من طرف الشعب المحكوم وذالك بإستفتاء أو عبر صناديق الإقتراع ليكون خادما للشعب حاميا لحقوقه وأمنه محافظا على وحدته في إطار حدوده الحقة.. فإذا تمرد هذا الأخير أو طالب برحيل النظام فُقِدت شرعية الحاكم تلقائيا ودستوريا إعتبارا أن الشعب مخير في من يمثله ويحكمه.. بهذا المنطق كان حري بنظام بشار العمل على تسليم السلطة دونما تعنت أو فرض نفسه حاكما بالقوة رغم فقدانه الشرعية الشعبية لتجنيب البلاد أخطار كارثية تعصف بالوطن والعباد خظم هذا التسونامي العربي الثائر.. وتحسب للنظام لا عليه كونه كسر قاعدة التسلط العربي بإحترامه لإرادة شعب أراد الحياة

المعارضة: لا أريد التجريح في معارضة سوريا وإنما أرى إختزال المعارضة البناءة في كبح جماح صهيل معارضة الكراسي والقنوات المعهودة إلى حين.. خصوصا وسوريا تُباد على كاملها من طرف نظام متعنت سلطوي معتقداته تطهير البلد من الدخلاء على حد زعمه، فالوضع السوري الراهن بكل سلبياته الآنية.. المعارضة لها نصيب منه بتصريحاتها التحريضية ومشاريعها المستقبلية لسوريا الجديدة والكل يرى نفسه الحاكم المثالي للبلد، فتضيع الوطنية والشعب وسوريا بين تسلط نظام غاصب وأنانية معارضة مدعومة وأسطر أكثر من سطر على مدعومة، وإن كان العكس لما سمح لها الضمير الوطني بلعب أدوار تحريضية والبلد يمر بهته الأزمة تحت أنظار المنتظم الدولي والعربي الذي لم يأتي على نفسه ترك الفرصة لنظام الأسد المتعنت وقبول الخطة التركية العربية الأوروبية التي تقتضي إستمرار الأسد رئيسا حتى إنهاء ولايته عام ألفين وخمسة عشر من أجل الحيلولة دون الكارثة الإنسانية والسياسية والدمار الذي لحق البنية التحتية جراء القصف خصوصا وأن النظام قدم تنازلات ومشاريع إصلاحية لم تُعهد لحكامها.. ولعمري أن السوريين اليوم بعد هذا القتل والدمار منذ بداية الإحتجاجات يلعنوا سلسبيل ثورتهم التي فرضت عليهم كرها حياة بدائية بدون سقف يُظلهم ولا خبز يُشبِعهم 

الطرف الخارجي كان له دورا محوريا في تأزيم الوضع السوري، فلولا التدخلات الخارجية المسبقة عربيا وغربيا لما وصل الشأن السوري إلى هته المرحلة المحرجة التي ألمت بالبلد وسياسته وإقتصاده ومواطنيه، والمشكل المطروح هو أن السوريين تحت وطأة القهر والتسلط الذي كانوا يعيشونه قبل ثورتهم لم يأخذوا العبرة والحكمة في نفس الوقت من سيناريو ليبيا وما آلت إليه بعد تمردها على العقيد من دمار وتفرقة وخسائر بشرية.. كان على السوريين الإعتبار بالوضع الكارثي الليبي بالنسبة للبنية التحتية والإقتصاد والعلاقات الدولية مخلفات الثورة والحرب، والحكمة بالنسبة لإختلاف الأوضاع كون أن الليبين كانوا يحكمهم رئيس نصب نفسه ملكا على الجميع رمزا لليبيا من المستحيل التخلص منه بمفاوضات فعذروا في حربهم عليه.. هنا يختلف الوضع السوري الليبي من رئيس مُتمَلِك وآخر يريد إتمام ولايته لحفظ ماء الوجه.. أما كان أفضل إتمام ولاية، أو بلد بعد ثورة يلزمها عشرون عاما لإعمارها، فبعدا لثورات مخلفاتها دمار وقتل وتفرقة كما بعدت الحروب العالمية المشؤومة

lundi 9 juillet 2012

المغرب: جلادون عاشوا في جلباب حقوقي




سأحاول من خلال هاته المقالة تسليط ولو بصيص من الضوء على أشخاص ظُن في الزمن القريب أنهم نبراس الحرية والدفاع عن حق الشعب المغربي من خلال مواقفهم الشجاعة بين قوسين تُجاه مايقوم به النظام الحاكم وأجهزته القمعية المسخرة للتنكيل بمواطني هذا البلد الحبيب.. لا ننكر أن المغرب شهد حقبة سوداء سميت بسنوات الرصاص أو العهد الحسني الأسود إلى ما غير ذلك من الأسماء التي توحي إلى بشاعة ومرارة تلك الفترة التي استصرخ فيها خيرة شباب هذا الوطن ولا حياة لمن يُنادون..!! وقد سبق لي أن قلت أن هؤلاء الأشخاص ظُن أنهم المحامي الأول يُدافعون عن كرامة الشعب، وأنهم كذلك بمثابة الدركي الذي يُراقب التجاوزات والإنتهاكات التي تقوم بها أجهزتنا الأمنية في حق المغاربة وتعددت أسباب نظالاتهم في الكيفية والسبب، إلا أن وجهتهم واحدة وكل طرقاتهم لاتؤدي إلى روما وإنما إلى منصب المسؤولية وصنع القرار.. هنا تضيع كل المبادئ والخطابات الطنانة، ويتحول مائة وثمانون درجة حقوقي تلك الحقبة إلى جلاد هاته الفترة


عدة أسماء إرتبطت بالشأن الحقوقي المغربي ثم إلى منصب المسؤولية، سواء هؤلاء سطع نجمهم في العهد الحسني كعبد الرحمان اليوسفي وفتح الله ولعلو زد على ذلك المحامون محمد زيان وإدريس لشكر، أو من عهدِنا القريب كالمرحوم إدريس بنزكري وأحمد حرزني وإدريس اليازمي محمد الصبار ومصطفى الرميد وكثير ما هم.. لكن أكتفي بهاته الأسماء نظرا لكثرة من باعوا ضمائرهم في هذا الشق ولو خُضنا في سرد أسمائهم وحصرهم لنفِذ المِداد ولو جئنا بدماء من قتلوا في المعتقلات السرية والمخافر مددا..؟ 


رجال العهد الجديد


عند إعتلاء محمد السادس عرش المغرب في يوليوز 1999 كانت أمامه عدة رهانات وتحديات جد صعبة خصوصا وأن الأقدار رمته إلى سدة العرش في ظروف جد حساسة والمغرب يتمخض سياسيا وحقوقيا.. من الجانب الحقوقي وهذا موضوع مقالتي كان المغرب لازال لم يدمل جراحه من عار تازمامارت الذي أساء إلى صورة البلد في الخارج.. فكان على الملك الشاب آنذاك أن يخلُص إلى طريقة أو خطة إن صح التعبير تقربه إلى شعبه وتمحي عار الإرث الحسني الأسود..؟ عبر مستشاريه ذوي الإختصاص كانت صفقات مشبوهة بين المخزن وحقوقيين مخضرميين عاشوا سنوات الرصاص ليُواكبوا تقمص أدوار بطولية في مسرحية مخزنية دُبرت بليل..، كان أول دور بطولي لمسرحية "الحقوقي الجلاد" أسند إلى المرحوم إدريس بنزكري حيث دعاه الملك لقيادة هيئة حكومية "هيئة الإنصاف والمصالحة" التي كان يُفترض أن تسوي ملفات حقوق الإنسان خلال "سنوات القمع" (1960-1999) والتي انتهت مهمتها في نوفمبر 2005 ولا شيئ يُذكر، حقق خلالها بين قوسين في 16 ألف ملف لضحايا النظام السابق.. وأي إنصاف ومصالحة حينما يُنصف الجلاد ويموت الضحية بألم القهر والحسرة على سنوات قضاها في دهاليز السجون والمخافر ذنبه الوحيد أنه مواطن مغربي؟


بعد وفاة إدريس بنزكري رشح كرادلة القصر أحمد حرزني ليشغر دور "الحقوقي الجلاد" وعينه الملك محمد السادس في فاتح ماي 2007، رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ليستأنف مشروع القصر في تمويه الرأي العام الدولي ومتتبعي الشأن الحقوقي المغربي ببياناته التي لا تُخط إلا بأنامل مستشاري القصر، وهنا نذكر أن الحقوقي الشريف عندما يقبل بمنصب المسؤولية يكون قد باع شرفه ومبادئه ورصيده النظالي في أول جلسة توقيع مع نظام غاصب، وهذا ما سيحدث مع إدريس اليازمي ومحمد الصبار عندما عينهما محمد السادس ر، الأول رئيسا للمجلس الوطني لحقوق الإنسان والثاني أي المحامي الصبار أمينا عاما له، هذان اللذان لا يختلف عليهما إثنين في المكر والدهاء في إنصاف الظالم من المظلوم ر، كرسا حياتهما الحقوقية لنصرة النظام بتصريحاتهما الأقرب من السياسية للحقوق خضم الثورة المغربية بين قوسين..، وكلنا شاهد على الزيارة التي قام بها وفد من البرلمان المصطفى من القصر بمعية اليازمي والصبار بصفتهما الحالية إلى معتقل تمارة السري التابع لجهاز المخابرات المدنية، حيث نفوا جملة وتفصيلا "أن هناك معتقل سري يُمارس فيه التعذيب وإنما هو إدارة تابعة لهذا الجهاز المخابراتي الذي يحفظ أمن البلد" في المقابل كان السيد مصطفى الرميد قبل تعيينه وزيرا للعدل والحريات في اليوم والساعة والمكان يُساند شباب حركة 20 فبراير بمظاهرة تندد وتستنكر وجود هذا المعتقل العار على الأراضي المغربية مطالبين بإغلاقه وإطلاق سراح معتقليه، إلا أنه يبدو أن السيد الرميد أخمد نور مصباح حزبه يوم بلوغه سدة وزارة العدل وأصبح سيف النظام على مستضعفي هذا البلد.. ومن ينكر كلامي يرجع إلى أرشيف من ذكرتهم ويقارن أمسهم بيومهم.. حقيقة لن تخسف الشمس بموت أحدهم.. لكن تكفينا فيهم مزبلة التاريخ

dimanche 10 juin 2012

القنصلية المغربية بفرنسا تُغالط الرأي العام



بعد إقدام أحد المواطنين المغاربة القاطنين بالديار الفرنسية إضرام النار في جسده، إحتجاجا على التجاهل الصارخ والمتعمد من طرف مسؤولي البعثة الديبلوماسية المغربية المعتمدة بباريس-فرنسا بخصوص الطلبات التي أودعها لدى الجهات المختصة بهته الإدارة السالفة الذكر من أجل العودة إلى أرض الوطن، وهذا حق يضمنه الدستور المغربي لكل مواطن يحمل الجنسية المغربية.. إعتبارا أنها الجنسية الوحيدة التي لا تسقط على مواطني هذا البلد مهما بلغ جرمهم (..) ، إذن لحد كتابة هته السطور الأمر مجرد مواطن عادي مورس عليه التعسف والشطط في إستعمال السلطة وخرق مادة مهمة من دستور البلاد مما يُعطي الأمر صبغة عادية بالنسبة للرأي العام المغربي المتعود على مثل هكذا خروقات للقوانين الصادرة من مسؤولي البلاد تُجاه مواطنيه


الأمر المسكوت عنه، والذي على إثره تداركت القنصلية العامة الأمر وٱحتوته حتى لا يكون عُرضة للتأويل والقيل والقال على حد زعمها.. هو أن الهالك معارض للنظام المغربي كان يتواصل مع نائب القنصل العام السيد "بنعودة" من أجل العودة إلى أرض الوطن، وهذا ما لا يستسيغه النظام خصوصا أن نفي المعارضين لسياسته خارج المغرب أهون عليه من عودتهم وممارسة المعارضة من الداخل، خصوصا في هته الظرفية الحساسة التي تمر منها البلاد خضم الربيع العربي..؟ 


خرجت علينا وكالة المغرب العربي للأنباء التابعة لجهاز (الدجيد-المخابرات العسكرية) بناءا على بيان أصدرته البعثة الديبلوماسية بباريس بعد تحقيق الشرطة الفرنسية مفاده "أن الهالك مغربي من مواليد مدينة طنجة كان يُعاني من إضطرابات نفسية ويُعالج في إحدى المستشفيات الباريسية حسب وثيقة طبية وجدت بأحد جيوبه.." وهذا مخالف للصواب والحقيقة حسب مصادرنا بقعر القنصلية العامة وكذا الشرطة الفرنسية التي نفت بدورها نفيا قاطعا أي إتصال ربطها بمراسلي وكالة المغرب العربي للأنباء أو الصحافة المغربية..؟ كما روجت للأسف هته المغالطات بعض المواقع الإليكترونية المغربية المعروفة بولاءها المطلق للمخابرات المغربية.. بطبيعة الحال بعد الخبر الذي نشره الزميل الصحفي فريد بوكاس المعنون (معارض مغربي يضرم النار في جسده على الطريقة البوعزيزية في بهو القنصلية المغربية) الذي سرد من خلاله الوقائع الحقيقية نقلا عن مصادر موثوقة بالبعثة الديبلوماسية المعتمدة في فرنسا


النظام المغربي تعمد تجاهل كلمة "معارض" في هذا الباب، وٱستعمل كلمة "مختل عقليا" ليعطي الموضوع طابعا إنسانيا وليس سياسيا يقتصر الأمر فيه بمواطن مغربي مسكين ساقته الأقدار للديار الفرنسية وبعد تأزم وضعه المعيشي والصحي بأرض المهجر أقدم على حرق نفسه.. السؤال المطروح إذا كان الأمر كذلك لم بالضبط يقدم هذا (المختل العقلي) على إضرام النار في جسده في بهو القنصلية العامة مع العلم أن المصابيين بالخلل العقلي يغيب عنهم التمييز بين بعثة ديبلوماسية أو مركز شرطة أو حتى مدرسة أطفال..؟ 

يجدر بالذكر أن المعارض المغربي حاليا يرقد في مستشفى (سان لوي-بباريس) في حالة خطيرة ،بعد أن أصيب بالحروق فى أنحاء الجسد بلغة عشرة بالمائة من الدرجة الثالثة، وتعتبر قنصلية المغرب في باريس من أكثر البعثات الدبلوماسية إثارة للغضب في صفوف المهاجرين المغاربة المقيمين في فرنسا، حيث يَفرض موظفوها على المغاربة فتح حساب مصرفي في البنك الشعبي المغربي الذي يوجد مقره داخل القنصلية ووضع أموالهم فيه كشرط للحصول على أي وثيقة إدارية حتى و إن تعلق الأمر بشهادة ميلاد

dimanche 3 juin 2012

سوريا.. آخر محطات الثورات العربية




بعد مرور عام ونيف من إندلاع الثورة، والشأن السوري ليس بأحسن حال من البلدان العربية التي أتت عليها الثورات المصطنعة ساحقة أنظمة وشعوبا، إلا أن الوضع السوري يختلف هنا من ناحية الحلفاء والتسلط والمراوغة الديبلوماسية أبقته منتصب القامة يفرض أطروحاته الديكتاتورية على شعبه في المقام الأول والمنتظم الدولي رغم الإدانات والإستنكارات الصادرة من كل حدب وصوب لجرائمه في حق الشعب السوري.. ولقد شهد الرأي العام الدولي هته المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام بشار في حق الشعب الأعزل الذي يكاد نظامه يستأصله من الخريطة السورية والعالم مُتخِد وضع المتفرج بمن فيه (مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بجنيف، ولا ننسى أو نتجاهل كراكيز العرب وجامعتهم) مما زاد إستئساد حاكم سوريا على الجميع.. ولعمري أن الفئران ما إستئسدت إلا بجبن القطط


نكون نخلط الأوراق ونزيد الوضع تأزما إذا ظننا أن الحل للأزمة الراهنة هو التدخل العسكري سواء كان أجنبيا نقصد قوات (الناتو)، أو قوات الجيش الحر السوري، مع العلم أننا لا نختلف مع إيديولوجية هذا الأخير ونضاله من أجل إستتباب الأمن وإعادة الحقل السياسي كما كان عليه أو أفضل.. لكن في الوقت نفسه نرفض كل تدخل عنيف من الطرفين أو التالث في شخص نظام الأسد، خوفا من أي إنفلات عسكري في هذه الظرفية قد يعصف بسوريا وشعبها ويدخلها في حرب أهلية أشد وطأة مما آل إليه الشأن الليبي الراهن..، لا نريد تكرار مآسي الشعوب العربية المنكوبة التي خسف بكرامتها خضم الربيع العربي المتمَخِض من رحِم وثائق ويكيليس (...) وكلنا يعلم أن مشروع أمريكا في المنطقة العربية بعد العراق هي ثورة برعاية أمريكية تقطع رؤوس حكام أينعت وشعوبا كانت أو كادت تسترجع هيمنتها وعزها من المنظومة السياسية العالمية


لا نُنكر أن الشعوب العربية تدفع اليوم ثمن الخنوع وتعظيم الحكام حتى أصبحوا طواغيت، أصناما  خالية من الرحمة لا يهمها إلا المصالح الخاصة وحب كراسي السلطة، في المقابل وحتى نكون ديمقراطيين لا جاحدين.. لما نلوم هؤلاء الطواغيت ونحن من صنعناهم..؟ لما ننبذهم ونحن سبب وصولهم لسدة الحكم ومراكز صنع القرار..؟ ولماذا نستنكر وندرف دموع التماسيح على مجازر أقترفت في حق أبرياء ونحن أي -الشعوب- الطرف الغائب الحاضر والمتهم الأول في إقترافها..؟


نعود على بدء ونرجح فرضية أن سوريا آخر محطات الثورات العربية للأسباب الآتية: أولا من الناحية الديبلوماسية فإن النظام السوري يتوفر على حلفاء لا يستهان بهم في منظومة الديبلوماسية العالمية، حيث أن حلفاء سوريا يلعبون دورا محوريا وهاما لكبح جماح المنتظم الدولي بسبب المراوغات الديبلوماسية رغم الإستنكارات والقرارات الدولية، ومن الناحية العسكرية فتماطل مجلس الأمن في إتخاد قرار جريءبتدخل عسكري لحلف (الناتو) في المنطقة السورية ناتج عن خوف المجلس من ردة فعل حلفاء الأسد الذين يعدون عُراب قلب ساعة السلم إلى حرب عالمية ثالثة البشرية في غنى عنها.. وهته الورقة الأساسية التي يلعبها نظام بشار ويستمد إستئساده منها.. أما من الناحية الحقوقية فكل جرائم الجيش النظامي ضد شعب سوريا وآخرها مجزرة أطفال "الحولة" فإن بعثة سوريا الموفدة إلى مجلس حقوق الإنسان (بجنيف - سويسرا) كفيلة بالدفاع عن براءة النظام السوري من هته الجرائم وتوجيهها إلى من "أعتبر أنهم إرهابيين وإنتحاريين مدعومين من جهات تكن العداء لسوريا وطنا شعبا ونظاما" كما جاء على لسان المندوب السوري بجلسة الإستماع المنعقدة يوم الجمعة فاتح يونيو بجنيف


كنا نود أن نحقق حلم -المحكمة الجنائية العربية- يُتابع فيها كل حاكم أو عسكري أو مسؤول عربي إقترف جُرما ضد الإنسانية، وتكون أي ... المحكمة رادعا لكل ديكتاتور عربي سولت له نفسه إستعباد شعبه والحط من كرامته.. إلا أنه للأسف يبقى العرب عربانا أشد كفرا ونفاقا مستئسدين على إخوانهم صاغرين أمام جمال وقرار هيلاري كلينتون ....؟ لله ذركم أيتها الشعوب العربية  

mercredi 25 avril 2012

أسباب فشل الثورة المغربية




مُذ ظهور فيروس الربيع العربي وقناعتي تزداد يوما بعد الآخر أنه لا توجود ثورة تصحيحية محظة مبنية على أرضية وطنية تتطلع إلى مستقبل زاهر للبلاد والعباد ،بعيدا عن الحسابات السياسية الخاصة، وما رسخ هته القناعة ونحن نراقب الشأن العربي خظم هذا الفيروس الفتاك المقصود به (الثورة المصطنعة) ما آلت إليه أوضاع الشعوب العربية من تفرقة وحروب أهلية وإبادة جماعية في هته الظرفية الحساسة والعرب في أمس الحاجة للإتحاد ووحدة الصف لإستشراق مستقبل الأمة العربية بعدما عز عليها فرض وجودها إبان الهيمنة الأمريكية..؟ ربما في بعض الأحيان الحقيقة أو الواقع إن صح التعبير يكونان كوقع السيف على من يهمهم الأمر.. فمن أوكلت لهم أمور الأمة العربية هم أصلا عبيد للقوى الدولية بعدما إستعبَدوا بدورهم الشعوب المنكوبة، وهذا ناتج عن جهل هته الشعوب لحقوقها وواجباتها تُجاه الوطن والحاكم (...) وإن كانت تُساق كقطعان الغنم إلى المجهول..؟ إذن فلما نعيب حكامنا والعيب فينا وما لحكامنا عيب سوانا، ونهجو هؤلاء الحكام بغير ذنب.. أقول هنا فقد نطقوا لنا فأبادونا 


سآخذ المغرب نموذجا في فشل الثورة بعدما إكتسب مناعة ضد فيروسها متداركا الوضع في إستباق الزمن بإخماد نار غضب الشارع المغربي قبل إشتعالها..، المخابرات المغربية لم يُغض لها جفن وهي ترى العدوى الثورية تنتقل من شعب إلى آخر تنخر الأنظمة العربية، وقت ذاك لم يكن النظام المغربي ببعيد عن مصائر نظرائه لولا الخبرة المغربية في إخضاع المغاربة بطريقة سلسة مستبلدة.. فكان خطاب التاسع من مارس التاريخي والجريئ كما يحلو للملكيين وصفه، تلاه تعديل دستوري بإشراف لجنة ملكية ألف بالمائة غابت فيها اللمسة الشعبية.. وإن كان قبل هذا وذاك ولادة حركة العشرين فبراير المخابراتية لتأطير المحتجيين والتحكم في سقف مطالبهم تحت أعين متزعمي هته الحركة المواليين لجهاز (الديستي) المخابرات المغربية لتكون ثورة النظام على الشعب وليس العكس


حقيقة المغاربة شعب مقترن بالملكية خاضع لملكه رغم المشاحنات والإنتقادات، وبالرغم أيضا من إستعباده من طرف النظام الحاكم.. فلا صحة ولا سكن ولا توظيف ولا عدالة، ناهيك عن الركوع والخنوع لولي الأمر اللذان أصبحا سمة مغربية في ظل موضة الربيع العربي، ربما كانت هناك أصوات غردت خارج سرب حاشية النظام ومواليه قوبلت بالتجاهل بسبب عدم التنسيق وغياب الوعي النضالي، أو الأرجح قد تكون قُصفت بسلاح "فرق تسود"، كل هته الأسباب ساهمة بشكل أو بآخر في فشل التجارب التونسية المصرية الليبية على أرض المغرب للأسباب التالية: أولها أن المغاربة تلزمهم في المقام الأول ثورة فكرية ترفأ بهم على بر الديمقراطية الحقة والعدالة المنشودة، ثانيا الخنوع لنظام حاكم على طريقة العهد القرشي والمثل يقول ما أفسد الأنظمة إلا نفاق الشعوب، ثالثا مبدأ (الأنا) المهيمن على الشأن المغربي على سبيل المثال لا الحصر اليساريين من جهة والإسلاميين من أخرى ومصلحة البلاد على الهامش فما السبيل إلى ثورة توقظ المغاربة من سباتهم الذي يضاهي نوم أهل الكهف


نطرح أسئلة علها تكون بلسما لجروح الثورة المغربية التي كُتب لها الفشل قبل إندلاعها.. هل الشباب المغربي مؤهل لأخذ زمام مسؤولية ثورة بكل مفاهيمها وهو الجاهل لمعانيها وأبعادها..؟ هل هذا الشاب المغربي الذي لا يفرق بين المجلس الوزاري والحكومي ومن يترأس كل منهما أن يكون حربة ثورة تقرر مصير البلاد..؟ أليس عين الحكمة ورأسها أن نُبقِي على المؤسسة الملكية كرمز للبلاد ونناظل من أجل إسقاط نظامها السياسي وأسطر سطرين على كلمة النظام السياسي علما أن الحاشية هي القابضة من حديد..؟ إذا وجدنا حلول لهته المعادلة المستعصية مغربيا حتما سترفأ سفينة الحرية والكرامة والديمقراطية في مغربنا الحبيب ونجنب الوطن مأساة الشعوب العربية إبان الثورة وبعدها 

dimanche 8 avril 2012

هل الإصلاحات ملاذ لحكام العرب من الشعوب الثائرة..؟



الكل متفق على أن الأنظمة العربية من أعتق الأنظمة في العالم نظرا للمدة التي يتربعها الحاكم العربي على السلطة وإنفراده بالحكم بدون مُنازع.. وهذا ناتج بطبيعة الحال أولا عن تجبر وتسلط النظام بغية تثبيت ركائز حكم قائد فُرض على الشعوب كرها شاءت ذلك أم أبت ولو كان يخالف أعراف الديمقراطية والعدل المتداولان.. ثانيا عن جهل الشعوب العربية لحقوقهم وواجباتهم، مالهم وما عليهم تجاه أنفسهم في المرتبة الأولى والنظام الحاكم، والعكس كذلك.. ولن تيترسخ هذا وذاك إلا بثورة فكرية إصلاحية من أدبياتها المصلحة العليا للشعوب والأوطان بدل التشبت بمنطق "الأنا" الذي لا يأتي إلا على دمار الأوطان وتعاسة المواطنين..، وأظن أن البلدان العربية اليوم خضم موضة (الثورات المقتبسة) في وضع لا يحسد عليه وغنى عن مثل هته الصراعات بين الحاكم والمحكوم، والثائر والنظام.. لأن ترتيب البيت السياسي بكل أبعاده والمنظومة الأمنية للشعوب في المقام الأول ثم تليها المرحلة الثانية لإصطفاء من هو أهل لقيادة البلاد والعباد  


إن المدة التي مُنحت للأنظمة العربية المعاصرة بعد تسلمهم زمام الأمور من سابقاتها كافية لمعرفة قدرتها على الإصلاح ومواكبة المسلسل الديمقراطي الذي تبنته منذ إعتلائها عرش الحكم، هذا المشروع الديمقراطي المزعوم والمنشود في نفس الوقت، حقيقة إستبشرت له الشعوب بعدما ظُن أن سحابة ظلم وقهر وإستبداد الأنظمة السابقة ستمطر غيث الحرية والديمقراطية والعدل إبان توليها مقاليد الحكم وتكون "خير خلف لأظلم سلف" إعتبارا أن وصول هته الأنظمة الشابة لسدة الحكم بمثابة إجثتات البلدان العربية من مستنقع الديكتاتوريات و-التفَرعُن- إن صح التعبير، لكن أتت رياح الحكام الجدد المتوخى منهم بزوغ فجر الحرية بما لا تشتهيه سفن الشعوب التواقة للعيش الكريم، وٱستمر عيش هته الشعوب حِجج من الزمن تنشُد حُلمها العربي -ليس من أجل تحرير فلسطين الحبيبة لا سامح الله لأنها لا زلت قاصرة ودون سن الرشد لتحقيق هذا الحلم العربي المقدس- وإنما حلم أن تعيش الشعوب العربية تحت سماء الديمقراطية والحرية والعدالة ولم لا الوحدة العربية.. فشتانا بين حلم يُرجى أن تيحقق وأضغات أحلام


ربما عهد الإصلاحات والتغيير أكل عليه الدهر وشرب بالنسبة للحكام بعد (الربيع العربي)..؟ ولا مجال بعد ثورة المحرومين والمظلومين للإمتصاص غضبهم وتمردهم على الأنظمة الحاكمة بنصوص دستورية لا ولن تُرسخ على أرض الحقيقة، ولا مكان كذلك لحرية وعدالة وديمقراطية لا محل لهم من إعراب التطبيق سوى الأسماء، لأن التغيير والمشاريع الإصلاحية تحت سيف الضغط لا تُصلِح ما أفسده التسلط وقت الرخاء 


أسئلة تطرح نفسها: أين كانت هته الإصلاحات المزعومة والشعوب العربية تئِن بين آلام القهر وأمل الحرية..؟ وهل كانت الأنظمة الحاكمة تكترث لشعوبها قبل شروق شمس الربيع العربي..؟ أما كان حري بأنظمتنا تدارك الأمر ومعالجته بإصلاحات فورية وفعلية قبل إستفحال المبدأ الثوري عند الشعوب..؟ أين كانت أيادي الصفح وسيف التسلط أشد وقعا على رقاب الشعوب..؟ 


رأس الحكمة شرَّع لنا على مدى قرون وأثبت أن "الثقة إذا فُقدت لا يمكن إسترجاعها.. ولو أسترجعت فهو إمتحان لنَيلِها" فالشأن العربي معلول بداء فقدان الثقة في أنظمته التي أثبتت في مواطن كثيرة على عدم أهليتها وجدراتها في تسيير الشعوب.. وأكدت للكل شعوبا ومعارضة ومنتظما دوليا أنها أنظمة من أجل مصالحها الخاصة ضد مصلحة الشعوب شعارها يُباد كل شيئ في سبيل ترسيخ قواعد حكم ديكتاتوري متجبر 


المجد والسؤدد لأنظمتنا العربية.. أما الشعوب فهي في حاجة إلى فهم قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي "ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر" فوا أسفاه على ما آلت إليه أوضاع الشعوب العربية   

 


lundi 2 avril 2012

أحفاد الفكر ميكافيللي من العرب يبدون شعوبهم


منذ إندلاع الثورة العربية أو ما يصطلح عليه ب(الربيع العربي) وشعوبنا تعيش بين مطرقة بطش الأنظمة الحاكمة وسندان الثورات من أجل تحقيق الحرية المنشودة..؟ فلا ثورة تصحيحية محضة تحققت، ولا سِلم وأمان رُسخو في أوطاننا العربية، ولقد أثبتت لنا الأحداث على مدار العام منذ بزوغ فجر الربيع العربي المأساة التي عاشتها ولا تزال الشعوب العربية من إبادة وقهر جراء تبعات تسلط وتعجرف الحاكم العربي من جهة والثورة المغلوطة من أخرى..  فيبدو أن المفهوم الخاطئ للثورة عند مُتزعميها إستفحل دون فهمهِم لقواعدها وأركانها المختزلة في مربع -العدالة، الديمقراطية، السلم، والكرامة-؟ ويبدو كذالك أن كتاب "الأمير" لكاتبه نيكولا ميكافيللي أصبح دستورا ومرجعا لا مفر منه عند حكامنا العرب لقهر وإبادة الشعوب مقابل تربِعهم على كراسي الحكم قواعدها آيلة للسقوط 


حال الأوطان العربية لا يبشر بخير سواء قبل الثورات وإبانها أو حتى بعدها..، نظرا لإنعدام النضج السياسي المقترن بالمسؤولية الحقة تُجاه الأوطان والشعوب البعيد كل البعد عن المصالح الضيقة والبطولة المصطنعة التي نعيشها اليوم..، فالتجربتان المصرية الليبية كانتا ولا تزال درسا واعظا لمن يتقمصون أدوارا بطولية للركوب على ثورة الشعوب ومعاناتهم من أجل لعب أدوارا أكبر من سابقاتها للتربع على عرش السلطة والحكم.. ويُعيد الزمن نفسه وتصبح الشعوب العربية (جرذان) المنطق القذافي بالأمس (صراصير) تُداس بالأحذية عهد عُرَّاب الثورات اليوم..؟ فالثورة التي نشهدها ليست الثورة المنشودة التصحيحية بمفهومها الكامل إنما هي أدهى وأمر.. ثورة ناتجة عن سنوات الإستبداد والقمع والتسلط.. ثورة عشوائية عبثية لا مؤطر لها مشروعها التمرد على نظام ديكتاتوري متجبر ليس إلا، شأنها شأن الحكام الحاليين، والكل متشبع بالمبدأ السلطوي الإنتقامي.. وتضيع مصلحة الأوطان والشعوب بين تسلط الأنظمة وثورة مغلوطة المفاهيم  


إذا كانت الشعوب العربية تتوق إلى سفينة أمريكا وحلف الناتو لإنقادها من يم تسلط الأنظمة العربية فهي أضغات أحلام.. فهذا التدخل المنشود لا ولن يأتي إلا على أنقاض هته الشعوب المنكوبة ولنا عبرة في المشهد الليبي بعد الثورة بين قوسين الذي يعيش حربا شبه أهلية زادت الوضع تأزما من سابقه.. ووقفت تأمل فيما تعانيه سوريا الحبيبة خظم القصف ومشروع الإبادة في إطار "وظلم ذوي القربى أشد مظاظة" إشارة إلى خيانة نظام بشار الأسد بتماطل مع أنظمة عربية أخرى للشعب السوري المنكوب تحت أنظار ومسمع المنتظم الدولي الذي يقف متعمدا وقفة المذهول المتفرج مكتفيا بتنديدات وقرارات محتشمة تزيد النظام السوري إصرارا وعزما قُدُما نحو إبادة شعب كان ضحية مؤامرة غربية عربية يشهدها التاريخ تطرح أكثر من سؤال وسؤال.. ما دور قمة بغداد من المشهد السوري..؟ وما موقف الأمم المتحدة من المجازر التي ألمت بالشعب السوري من طرف نظام بشار..؟ ما محل إعراب لقاء ما يطلق عليه ب(أصدقاء سوريا) في إسطنبول من المقاومة السورية وتسليح الجيش الحر..؟ أسئلة إذا إتضح فيها السبب حتما ستعري الكل نظاما، معارضة، ومنتظما دوليا من أي مصداقية وتكشف لنا مخطط أمريكي قذر يستهدف المنطقة العربية وشعوبها كانت أولى شراراتها وثائق ويكيليكس..؟


لو حدث هذا في دولة أخرى غير عربية لكان لأمريكا وحلف الناتو والأمم المتحدة رأيا آخر بعيدا وخاليا من المفاوضات والتنديدات التي شهدناها ونشهدها بخصوص الشأن العربي..؟ ولكان بدل الإكتفاء بالوعيد والتهديد تدخل فوري وفعال لإنقاد هته الشعوب وتقديم من أجرموا في حقها إلى العدالة الدولية كما حصل مع ديكتاتور صربيا "ميلوسوفيتش" ونظيره التشيلي "بينوتشيت" وغيرهم ممن إقترفوا جرائم ضد الإنسانية..، للأسف يبقى هذا حصرا وإستثناءا على الدول عدا العربية وحكامها أحفاد الفكر الميكافيللي الذين لا يبينون عن طول كعبهم في التسلط والتجبر إلا على شعوبهم الثائرة بين قوسين.. التي نرجو لها ثورة فكرية بكل أبعادها بدل الثورة الدموية التي لا نجني منها إلا الدمار والخراب تحت أنظار وشماتة نظرائنا من الدول الغربية.. وهي رسالة كذلك لمن في أذنيهم صمم من حكامنا العرب أن القاعدة الديمقراطية تقول "إذا كان فردا من المائة غير موافق فليس هناك إجماع" فما بالنا من الآلاف المحتجة المتظاهرة في الميادين والشوارع.. فلنجعل مصلحة الأوطان والشعوب فوق أي مصلحة 


mardi 6 mars 2012

هل إسقاط النظام المغربي يخدم مصلحة البلاد ؟




يبدو أن المغاربة في خضم الربيع العربي لا زالوا لم يحددوا موقفهم من موضة الثورات المقتبسة التي يشهدها العالم العربي، فبين خائِف ومُتردد وجرِيئ يضيع الهدف الأسمى الذي قامت لأجله الشعوب وسُفِكت في طريقه الآلاف والآلاف من الأرواح البريئة مقابل الحرية والديمقراطية المنشودة من ناحية الشعوب، أوتركيز وترسيخ حكم ديكتاتوري مستبد من ناحية النظام الحاكم..؟ لكن أين يكمن الخلل في مفهوم الثورة إذا كنا نعي أن مخلفاتها خصوصا عند العرب دمار وخراب وقتل وإبادة للشعوب إن صح التعبير.. أكثر مما هو إصلاحي يُرجى من خلاله التشييد والنهوض بمستقبل البلدان العربية التي عاشت عصرا بِدائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى..؟ فما الحل والخلاص للعرب أو المغاربة على وجه الخصوص بين عربدة ثائر جريئ وتسلط وإستبداد نظام مغتصب ..؟


إن المفهوم الخاطئ لأبيات الشاعر التونسي "أبو القاسم الشابي" المرجع الوحيد لكل ثائر أراد الحياة.. ساهمت بشكل أو بآخر في تأزيم الوضع الشاذ الذي نعيشه كعرب إبان إستفحال موضة الربيع العربي..، القصد ليس نُكران الثورات أو عدم الإقرار بها، وليس كذلك نصرة ومساندة الجبابرة من حكامنا أصنام قريش..؟ لكن المراد هو الوصول إلى حالة مستحبة تُرضي الجميع وتُجنِبنا إزهاق ما تبقى من أرواح فلذات أكبادنا والخروج بأقل الخسائر مع هاته الأنظمة، لأن القاعدة والمعادلة الفلسطينية (حجرة مقابل دبابة) لا تخدم معركة الشعوب ضد أنظمتها.. ولا أظن أن الشاعر التونسي بقوله "لابد للقيد أن ينكسر" كان يقصد قيد الأنظمة ومحاربتها بهذه الطريقة الإنتحارية.. لكن أرى فيه مقاربة معقولة وناجعة مع قولة المفكر الفرنسي "فولتير" حيث قال: (إذا أردت النهوض بقوم علمه كيف يفكر) بمعنى سلاح الشعوب في زمننا هذا هو الوعي بكل مفاهيمه إقتصاديا إجتماعيا وسياسيا ودينيا كذلك.. عدا ذلك فهو إنتحار ومضيعة للوقت، هذا في حالة سقوط الأنظمة ستبقى جذورها وأذنابها متربعة على عرش صنع القرارات المصيرية للبلدان تاركة الأزمان السوداء تعيد نفسها لنعود إلى طبيعتنا جِدالا من وُجد الأول البيضة أم الدجاجة..؟


المغرب اليوم يشهد مخاضا يوشك على ميلاد ثورة دموية تأتي على الكل لا تبقي ولا تذر.. وهذا ناتج عن عدم وعي المغاربة عامة والشباب خصوصا أخطار ما هم مُقدمون عليه، وجهلهم كذلك مرحلة ما بعد إسقاط النظام مع العلم أن جُلهم لا يفرق بين إسقاط المؤسسة الملكية كقداسة لها قرون مستعبدة الشعب المغربي، وبين إسقاط نظامها السياسي..؟ المنطق والعقل يوقلان قبل الإقدام على ثورة ميدانية كنظيراتها الليبية والسورية والمصرية مستثنين هنا الثورة التونسية واليمنية.. يلزمنا كمغاربة ثورة فكرية تُنقذنا من التخلف المُعاش، بمعنى عندما نعي أن نظام محمد السادس مُتمكن ومُسيطِر على كل القطاعات لا من الناحية الإقتصادية إشارة إلى مشاريع المملكة في الداخل والخارج، ولا من الناحية الدينية الديبلوماسية السياسية والعسكرية..؟ فكيف السبيل إلى مقاومة نظام قوي متمكن قابض من حديد له أزلامه وأنصاره من إخوننا لا يعصون ما أُمِروا ويفعلون ما يؤمرون..؟ كيف يُحقَق النصر والنظام مرتكز على أحفاذ من كانوا بالأمس يُرَوِجُون رُأية الراحل محمد الخامس في القمر.. أفبهذا التخلف والجهل الفكري العقلي العقائدي يُسقَط نظام محمد السادس وتُستأصل قداسة المؤسسة الملكية من عقول المغاربة الملكيين..، هذا إذا إستُأصِل حب بشار من شبيحة نظامه..؟


مُغررٌ به من ظن أن "أمريكا وحلف الناتو" الخلاص عند إندلاع الحرب بين النظام والثوار المغاربة، وجاهل من أراد النضال بشكل إنتحاري من أجل إسقاط نظام العلويين لا من منظومة الحكم في المغرب ولا من ناحية إجتثاته من عقول المغاربة، فتدخل "البيت الأبيض" وحزبه "حلف الناتو" لا يأتي إلا على أنقاض المغاربة وهلاكهم على أيادي النظام العلوي كما يُباد الشعب السوري على يد نظام بشار الأسد..؟ فرأس الحكمة معرفة مخطط أمريكا وأذنابها عربيا تحت لواء "لا حاكِم يَحكُم ولا شعبٌ يُحكَم"، حتى يتسنى لنا معالجة الداء قبل الدواء..؟ فالثورة يجب أن تكون فكرية أكثر من دموية وإسقاط نظام محمد السادس في هاته الآونة لا يأتي إلا بهلاك محقق للشعب ودمار مُبين للبلاد. قبل هذا وذاك يجب التفكير في البديل إذا ما سقط نظام العلويين، وطرح السؤال بإلحاح هل الشعب المغربي مؤهل إلى إنتقال ديمقراطي حضاري يخدم المصلحة العليا للبلاد بعيدا كل البعد عن سيناريو ليبيا الشقيقة..؟ خصوصا وأشراط الخراب والدمار بدأت تطفو على سطح الشأن المغربي في ظل حكومة ملتحية ودستور بحلة جديدة؟ هل المغاربة في منئى عن حرب أهلية كالتي تعيشها ليبيا علما أن المغرب قبل الربيع العربي إلى يومنا هذا يعيش عهد الجمهوريات.. جمهورية الصحراء من جهة، والريف من أخرى، إلى حين إلتحاق الشرق المغربي بالركب ليذهب كل حاكم بما حكَم ويعلوا بعضُهم على بعض.. حينها نقول لأمريكا هل إكتفيتي فحتما ستقول هل من مزيد..؟


فهل يا ترى إسقاط النظام المغربي يخدم مصلحة البلد...؟

lundi 16 janvier 2012

مضايقات الحزب الشعبي الإسباني وخيانة عبد المالك البركاني لوطنه





تعددت أسباب فهم معنى كلمة الخيانة عند المغاربة إلا أنها في غالب الأحيان ما تستقر وتُلصق بمن هم ضد النظام الحاكم أو المطالبين بحقوقهم في الشارع من أجل تحقيق ولو مكتسب صغير من مطالبهم.. هذا في إعتقاد الجُهل من المغاربة الذين لا ولن يعوا مفهوم الخيانة من الوطنية..؟ وقد ساهم هذا التخلف عند بعضهم الذين إستُخدموا وسيستخدمون في ضرب من سولت لهم أنفسهم إنتقاد النظام أو أرادوا إصلاحا لهذا البلد في زمن أصبح الخائن فيه وطنيا والوطني خائنا  بشكل كبير في تأخير قطار التقدم والإصلاح والنهوض بهذا البلد الحبيب، عكس بعض الدول التي تجاوزت هته الجزئيات من التخلف الوطني بإنتقالها إلى المرحلة التطبيقية لترسيخ مشاريع الإصلاح والديمقراطية على أرض الواقع.. هذا من باب التذكير لأن الموضوع المتناول ليس درس في الوطنية والخيانة وإنما المراد به تسليط الضوء على المسكوت عنه في تعيين مواطن من أصول ريفية مغربية من طرف الحزب الشعبي الإسباني الحاكم مندوبا للحكومة بمدينة مليلية المحتلة لتعزيز إسبانية المدينة السليبة


صدق من قال "في السياسة ليست هناك صداقة أو عداوة دائمة" هذا إسقاطا على النظام المغربي الذي طالما ندد بمعاكسة الحزب الشعبي للوحدة الوطنية كمثال أيام تموقعه في المعارضة الإسبانية، لكن اليوم ليس كالبارحة ولسدة الحكم حسابات أخرى وسبحان مغير الأحوال نرى الطرف المغربي يُغازل أعداء البارحة رغم إصرار الجهة الإسبانية تمريغ وجه المغاربة شعبا وحكومة ونظاما خمس مرات في التراب ولا أحد يتجرأ رسميا على الوقوف في وجه المضايقات الإسبانية بذريعة "العلاقات الثنائية بين البلدين أو مراعاة حسن الجوار" ولعل من أهم المضايقات تلك التي فجرها الإعلام الإسباني سنة ألفين وأربعة إبان حكم  "مريا أثنار" ويتعلق الأمر بجزيرة (ليلى) التي إحتلها الجيش الإسباني، حيث أبانت الديبلوماسية المغربية برئاسة "محمد بن عيسى" عن ضعف لا مثيل له في التعامل ومعالجة مثل هكذا قضايا شائكة مكتفية بالتنديد ومناشدة الدول الصديقة التدخل لحل المشكل والمأزق الذي عرى مصداقية النظام أنذاك ورفع قناع الديبلوماسية الرشيدة التي يتغنى بها ويُزايد من خلالها على الدول الضعيفة... هكذا حقيقة مغربنا أحب من أحب وكره من كره...؟


من سوء حظ حزب العدالة والتنمية الحاكم عموما ورئيس الديبلوماسية المغربية خصوصا السيد "عز الدين العثماني" توليه حقيبة الخارجية في خضم هذا التصعيد بين الجارة الإيبيرية وما تخفيه لنا كمغاربة أجندة حكومة السيد "مريانو راخوي" المعروف بمعاداته للوحدة الترابية وعدم أستسغاءه لكلمة "مورو" المقصود بها الشعب المغربي..؟ ولنا كامل العبرة إن لم نعتبر في تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المحلية للثغر المليلي المحتل السيد "دانيال كونيسا" عن الحزب الشعبي الذي خص به جريدة (الفارو) هذا الأسبوع بخصوص الزيارة التي سيقوم بها السيد "راخوي" للمغرب يوم الأربعاء الثامن عشر من هذا الشهر أن المدينتين السليبتين لن تكونا ضمن المواضيع التي سيناقشها الطرفين أي المغربي الإسباني مما نستخلص أن حكومة السيد "عبد الإله بنكيران" تغض الطرف عن مغربية المدينتين وتعزز إسبانيتهما بالترحيب بهته الزيارة الإسبانية المشروطة مسبقا..؟ 


مرت أسابيع على تعيين الخائن لشعبه ولوطنه عبد المالك البركاني مندوبا للحكومة الإسبانية على مدينة مليلية المحتلة، ويعد هذا التعيين في منصب سياسي حساس بالنسبة للثغر المحتل بمثابة هدية مسمومة من الحزب الشعبي إلى نظيره العدالة والتنمية خصوصا أن هذا المنصب الذي يمثل حكومة مدريد وبمثابة "المقيم العام" بمنطق الإستعمار الفرنسي مسند إلى ريفي مغربي لم يحصل على الجنسية الإسبانية إلا في الخمسة عشرة سنة الأخيرة بعد إلتحاقه بالحزب الشعبي بالمدينة المحتلة الذي يرأسه "خوصي لمبروضا" حاكم المدينة بين قوسين.. وحيث أن الخائن "عبد المالك البركاني" كان يُهيئ لهذا المنصب من طرف المخابرات الإسبانية التي إستعملته أكثر من مرة كورقة في إخماد غضب المغاربة الثائرين في وجه الأمن الإسباني على حدود بني أنصار الوهمية وكمصدر معلومات هو وبعض الخونة القاطنين بهذا الثغر المحتل مقابل مناصب وٱمتيازات..، وما يؤكد خيانة هذا الجرو ذو الأصول المغربية والتربية الإسبانية هو تصريحاته لبعض وسائل الإعلام الإيبيرية مؤكدا أن الحدود المزعومة بني أنصار هي حدود إسبانية في غياب أي تدخل ديبلوماسي مغربي رسمي لدحض تصريحات هذا العار المحسوب على المغاربة            


من المهانة أن نرى في هذا الزمن ونقرأ على صفحات بعض المنابر الإعلامية تغطية كاملة قريبة من التأييد لبعض الخونة لأوطانهم كالسالف ذكره مندوب حكومة مدريد على الثغر المحتل بدل مهاجمته وإنتقاده على هته الخيانة التي لا تغتفر.. ومن العار أن نشاهد الصمت المطبق الصادر من طرف النظام والحكومة والديبلوماسية المغربية بخصوص هذا التعيين المهين لكرامة المغاربة قاطبة بدون ولو حتى تنديد يجرم قبول هذا الخائن تمثيل حكومة بلد محتل لأرضه ولعرضه إن لم أتطاول على العرض.. وعلى مسؤوليتي وأتحمل تبعات مقالي هذا أمام القضاء بما أني أقطن بهذا الثغر المليلي المحتل أن كل من تعاون مع السلطات الإسبانية بالمدينة المحتلة أو إنخرط في صفوف الجيش الإسباني أو قبل بمنصب مسؤولية بتعيين رسمي سياسي من حكومة مدريد فهو خائن خائن خائن لوطنه وعرضه وشعبه.. فلا مجال هنا لتبرير كلمة الخيانة عندما يتعلق الأمر بالثغر المحتل، كما نرجو أو بالأحرى نطالب السيد رئيس الحكومة المغربية برد ديبلوماسي رسمي يندد فيه بهذا التعيين وبفتح تحقيق جِدِّي وشفاف من طرف القضاء في خيانة عبد المالك البركاني لوطنه

jeudi 5 janvier 2012

حكومة تحت إشراف مستشاري القصر..؟





وأخيرا تبين الخيط الأبيض من الأسود في حكومة بنكيران بعد مخاض عسير كلف السيد الرئيس ولادة حكومة قاصرة تحت وصاية
 صقور القصر صناع القرارات المصيرية للدولة والحكام الفعليين للبلاد..؟ عدا ذلك فهم كراكيز ولاعبي أدوار تحت يافطات ديمقراطية لتمويه الرأي العام الوطني والدولي وإقناع المتتبع للشأن السياسي المغربي بحكومة منبثقة من دستور شرعي بإجماع الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي كما يود النظام الترويج له..؟ إني هنا لا أطعن في مصداقية وزراء السيد بنكيران لا سامح الله أو أشكك في نزاهتهم من الوهلة الولى لتقلدهم زمام الحكم وإن كنت مبالغا في هته الأخيرة، وإنما هو حكم القوي فما عسى النِعاج أمام مكر الذئاب ودهاء الثعالب..؟ فالحكومة التي تفتقر لأبسط قواعد الإستقلالية السياسية لتدبير الشأن المغربي سياسيا ديبلوماسيا حقوقيا وإجتماعيا بدون وصاية البلاط وزبانيته لا يُرجى ولا يُنتظر منها إصلاحا أو نهوضا بمستقبل البلاد والرقي به إلى المستوى الذي يتمشى ومتطلبات صوت الشارع بين قوسين الثائر..؟ 


إني وإن سُخر قلمي لإنتقاد الوضع والكيفية والظرفية التي عينت فيهم حكومة السيد الرئيس، لا لإجهاض مسلسل الإصلاح والتغيير مغربيا.. لكن القصد المساهمة في تنوير المواطن المغربي ولم لا السادة الساسة الأفاضل إلى أخطار وكوارث سياسية بإشراف ملكي من شأنها أن تعصف بمستقبل البلاد وتدخله في صراعات أكثر مما نشهده اليوم، وما هي إلا أشراط حرب أهلية ريفية صحراوية شمالية شرقية لن تضع أوزارها حتى نكون أسوء حالا ووضعا من ليبيا الشقيقة وماهي من المغاربة ببعيد إذ لم نتدارك أو بالأحرى تتدارك المؤسسة الملكية ومستشاريها الوضع وترفع يدها عن كل صغيرة وكبيرة في التدبير الحكومي بإحترام الدستور الممنوح وهذا أضعف الإيمان خدمة للشعب وللوطن اللذان فوق أية مصلحة شخصية أو حسابات ضيقة نحن في غنى عنها ظرفيا


لا بد أن نقف عند بصمات القصر الملكي على بعض الوزارات في شخص الوزراء المنتدبين لممارسة دور الرقابة على المتربعيين على عرشها ليس لعدم خبرتهم أو حداثة تقلد زِمامها وإنما هي عدم ثقة ملك البلاد ومستشاريه أعداء البارحة في وزراء الحزب الإسلامي المشاكس وهذا ما إتضح لنا جليا كمغاربة ومتتبعين تجاهل البلاط الملكي البرتكول المتداول في تعيين رئيس الحكومة داخل خيمة على الطريقة القذافية بمدينة ميدلت بدل قاعة العرش بالقصر الرسمي بالرباط، وتوالت الضربات المبطنة للسيد الأمين العام للحزب متصدر الإنتخابات بخرق المؤسسة المكية للفصل التاسع والأربعين من الدستور الراهن باب تعيين السفراء مع العلم أن هذا الفصل يُخول لرئيس الحكومة إقتراح شخصيات مغربية على الملك لتقلد مهام سفراء معتمدين لدى دول أجنبية.. ليبقى هذا الفصل حبر على ورق والسيد بنكيران لا محل له من الإعراب دستوريا..؟ يبدو أن السادة وزراء العدالة والتنمية إستوعبوا قاعدة اللعبة داخل شرنقة المعارضة التي ألِفوها وحقيقة شبكة عنكبوت الحكومة التي سُرعان ما تنفسِخ بإصطدامها بالواقع السياسي المُعاش وهيمنة المؤسسة الملكية على القرارات والملفات الحساسة للبلاد لتبقى القاعدة سارية وأوهن البيوت بيتُ العنكبوت..؟


سبق السيف العذل وكان دهاء القصر تشكيل ما بات يُعرف بحكومة الظل وترسانة مستشاري البلاط كل حسب تخصصه والمهمة المسندة إليه من أجل ترسيخ لبنة حكم العلويين وإظهارهم على معارضييهم ومناعة ضد فيروس الربيع العربي الذي نخر كراسي رموز الديكتاتورية العربية، لم يقف القصر عند هذا بل زين دكتاتوريته بقناع ديمقراطي حفاظا لماء وجه الحزب الإسلامي بين قوسين الحاكم الواجهة الديمقراطية للبلاط بتعيين وزراء منتدبيين يُمارسون مهامهم بأوامر ملكية سامية لا يعصون ما أُمروا ويفعلون ما يُأمرون..؟ نخص بالذكر تعيين المخلص لجلالته الشرقي الضريس منتدبا في الداخلية المسندة لمحند العنصر ويوسف العمراني منتدبا في الخارجية المسندة لعز الدين العثماني وكذا العدل رغم إسنادها للحقوقي مصطفى الرميد إلا أن شؤونها تبقى من إختصاص الكاتب العام محمد لديدي الوزير الفعلي لهته الأخيرة والقائمة لا يُمكن إحصائها في هذا الباب وخلاصة القول يبقى المغرب في كف الملك ومستشاريه والحال على ما هو عليه وإلى إشعار آخر