الشريط الإخباري


mardi 21 août 2012

سوريا.. ضحية نظام ومعارضة وطرف خارجي



الكل أدلى بدلوه بخصوص الشأن السوري.. منهم من والى النظام، وفئة ساندت المعارضة وما بات يعرف بالجيش الحر، ونخبة أجازت الجهاد في المنطقة السورية بفتاوى ظاهرها أغمض من باطنها..؟ لكن لا أحد أصاب في تحليلاته وفتاويه الحيلولة دون ما يشهده الشأن السوري اليوم وإن كنا الطرف الحاضر الغائب في جزء من معاناة إخواننا السوريين.. وكلنا له هدف أومصلحة في هذا المشهد غير إستتباب الأمن والسلام في هذا البلد العربي الشقيق الذي آلت أوضاعه أسوء من زلزال هايتي المشؤوم.. ربما عهد العرب هذا, لكثرة الخيانة تلوى الأخرى التي تشهدها دولنا العربية سالفا و عهدنا من تآمر مع حلفاء أمريكا ضد بعضنا البعض لحاجة في أنفس بعض الحكام والدور عليهم كلهم على رأي نبوءة عقيد ليبيا

خليجيا: بعض دول الخليج منهم السعودية قد لا يروق لها نظام الأسد نظرا للتأزم الديبلوماسي بين نظام سوريا الحالي وهته الدول المتقوقعة في مشروعها الخليجي التي تسعى وراء خلق قوة مسيطرة في المنطقة تخولها لعب دور الريادة في المجالات السياسية والعسكرية والديبلوماسية، ولما لا التربع على عرش القرار العربي يسمو بها في المنظومة الدولية أمام باقي الدول العظمى..، لهذا نراها داعمة المعارضة السورية تحت رعاية أمريكية من أجل إضعاف الجانبين أي المعارضة والنظام وضرب العصفور الثاني في خطة بوش وكوندوليزا رايس بعد العراق وصدّامِها.. الدعم الخليجي الأمريكي ليس هدفه إنهاء المشكل القائم بين نظام بشار ومعارضته وإنما يأتي من أولوياته مشروع حرب أهلية سورية لا تضع أوزارها إلا على أنقاض الشعب السوري المنكوب.. فبدل إنهاء الأزمة سلميا دون تسعير نار الفتنة بين الطرفين، نرى تطبيقيا وعمليا المبتغى الأمريكي يتجسد والعرب غارقون في سباتهم الأبدي بين الخيانة والتآمر

الشيء الذي لا يتفق عليه إثنين هو الإبادة والمجازر الجماعية التي يقترفها نظام الأسد وقواته ضد الشعب السوري وهذا لا يقبله لا عقل ولا منطق، ويعتبر جريمة ضد الإنسانية خالفت كل المواثيق والأعراف الدولية.. لكن وبتحليل منطقي إذا إحتكمنا للعقل فالمسؤولية مرمية على عاتق ثلاث: النظام والمعارضة والطرف الخارجي 

بالنسبة للنظام وكما تقتضته ركائز دولة الحق والقانون فإن لبنة شرعية الحاكم هو إختياره من طرف الشعب المحكوم وذالك بإستفتاء أو عبر صناديق الإقتراع ليكون خادما للشعب حاميا لحقوقه وأمنه محافظا على وحدته في إطار حدوده الحقة.. فإذا تمرد هذا الأخير أو طالب برحيل النظام فُقِدت شرعية الحاكم تلقائيا ودستوريا إعتبارا أن الشعب مخير في من يمثله ويحكمه.. بهذا المنطق كان حري بنظام بشار العمل على تسليم السلطة دونما تعنت أو فرض نفسه حاكما بالقوة رغم فقدانه الشرعية الشعبية لتجنيب البلاد أخطار كارثية تعصف بالوطن والعباد خظم هذا التسونامي العربي الثائر.. وتحسب للنظام لا عليه كونه كسر قاعدة التسلط العربي بإحترامه لإرادة شعب أراد الحياة

المعارضة: لا أريد التجريح في معارضة سوريا وإنما أرى إختزال المعارضة البناءة في كبح جماح صهيل معارضة الكراسي والقنوات المعهودة إلى حين.. خصوصا وسوريا تُباد على كاملها من طرف نظام متعنت سلطوي معتقداته تطهير البلد من الدخلاء على حد زعمه، فالوضع السوري الراهن بكل سلبياته الآنية.. المعارضة لها نصيب منه بتصريحاتها التحريضية ومشاريعها المستقبلية لسوريا الجديدة والكل يرى نفسه الحاكم المثالي للبلد، فتضيع الوطنية والشعب وسوريا بين تسلط نظام غاصب وأنانية معارضة مدعومة وأسطر أكثر من سطر على مدعومة، وإن كان العكس لما سمح لها الضمير الوطني بلعب أدوار تحريضية والبلد يمر بهته الأزمة تحت أنظار المنتظم الدولي والعربي الذي لم يأتي على نفسه ترك الفرصة لنظام الأسد المتعنت وقبول الخطة التركية العربية الأوروبية التي تقتضي إستمرار الأسد رئيسا حتى إنهاء ولايته عام ألفين وخمسة عشر من أجل الحيلولة دون الكارثة الإنسانية والسياسية والدمار الذي لحق البنية التحتية جراء القصف خصوصا وأن النظام قدم تنازلات ومشاريع إصلاحية لم تُعهد لحكامها.. ولعمري أن السوريين اليوم بعد هذا القتل والدمار منذ بداية الإحتجاجات يلعنوا سلسبيل ثورتهم التي فرضت عليهم كرها حياة بدائية بدون سقف يُظلهم ولا خبز يُشبِعهم 

الطرف الخارجي كان له دورا محوريا في تأزيم الوضع السوري، فلولا التدخلات الخارجية المسبقة عربيا وغربيا لما وصل الشأن السوري إلى هته المرحلة المحرجة التي ألمت بالبلد وسياسته وإقتصاده ومواطنيه، والمشكل المطروح هو أن السوريين تحت وطأة القهر والتسلط الذي كانوا يعيشونه قبل ثورتهم لم يأخذوا العبرة والحكمة في نفس الوقت من سيناريو ليبيا وما آلت إليه بعد تمردها على العقيد من دمار وتفرقة وخسائر بشرية.. كان على السوريين الإعتبار بالوضع الكارثي الليبي بالنسبة للبنية التحتية والإقتصاد والعلاقات الدولية مخلفات الثورة والحرب، والحكمة بالنسبة لإختلاف الأوضاع كون أن الليبين كانوا يحكمهم رئيس نصب نفسه ملكا على الجميع رمزا لليبيا من المستحيل التخلص منه بمفاوضات فعذروا في حربهم عليه.. هنا يختلف الوضع السوري الليبي من رئيس مُتمَلِك وآخر يريد إتمام ولايته لحفظ ماء الوجه.. أما كان أفضل إتمام ولاية، أو بلد بعد ثورة يلزمها عشرون عاما لإعمارها، فبعدا لثورات مخلفاتها دمار وقتل وتفرقة كما بعدت الحروب العالمية المشؤومة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire