لا هروب من واقع إسبانية الريفيين سكان المدينة، الذين يحتفظون في بيوتهم بصور الملك الإسباني بدل المغربي، كذلك بالنسبة للعلم الوطني، لنقطع الشك باليقين أن الشعب المليلي شعب إسباني لا غبار عليه بالرغم من المحاولات اليائسة من نشطاء المجتمع المدني المغربي في التحسيس من خطر أسبنة المدينة في فكر الجيل المغربي الصاعد المتقوقع في مشاكله الداخلية والمستغني عن المطالبة بأي ثغر مُحتل في غياب الروح الوطنية الحقة
إذا تكلمنا أو خضنا في موضوع السكوت المطبق أو التجاهل إن صح التعبير الصادر من الديبلوماسية أو النظام الحاكم بشكل عام بخصوص الزيارات الرسمية التي يقوم بها مسؤولو مدريد إلى المدينة المحتلة بصفاتهم الرسمية سواء أفراد من العائلة المالكة كما أسلفنا للملك خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا، أو رؤساء الحكومة كخوسيه لويس ثاباتيرو التي تعد زيارته للمدينة في فبرير 2006 أول خطوة من نوعها لرئيس وزراء إسباني كامل الصلاحية منذ عهد أدولفو سواريس سنة 1980، لم تحرك الديبلوماسية المغربية ساكنا بخصوص هذا التصرف اللامسؤول من صناع القرار الإسباني الذين أبانوا عن طول كعبهم في تمريغ قناع وطنية النظام المغربي وديبلوماسيته الأرض أمام الشعب في المقام الأول والرأي العام الوطني المغربي، ولم يُفهم وقتها عدم تنديد النظام في شخص ديبلوماسيته بهته الزيارات المستفزة التي كان الغرض منها إستعراض العضلات بخصوص موضوع الثغور المحتلة، وبالرغم من تصريحات حكومات مدريد المتعاقبة كون مدينتي سبتة ومليلية خط أحمر لا يمكن تجاوزه فإن صناع القرار الديبلوماسي في الرباط يُفضلون سكوت العذراء ليلة إفتضاض بكارتها
لم تمر إلا 6 أشهر على الفضيحة السياسية والديبلوماسية، التي فجرها خورخي فيرنانديز دياث وزير الداخلية الإسباني وقت زيارته مدينة مليلية بشكل رسمي في فبراير 2007، حيث أحرج ديبلوماسية الحكومة الملتحية بتصريحاته بخصوص ضحايا حرب أنوال من جنود الإسبان الذي وقف شخصيا على أضرحتهم التي توجد بموقع أنوال جهة مدينة الحسيمة بعدما تسلل إليها رفقة وفد إسباني دون علم الديبلوماسية المغربية و وزارة الداخلية في خرق سافر للأعراف الديبلوماسية المتداولة، فلولا تصريحات السيد خورخي وزير الداخلية للإعلام الإسباني لما بلغ مسؤولي الرباط الأمر وكأننا في ضيعة الإسبان يلجونها وقت ما شاؤوا وكيف ما أرادوا، فإن كان الأمر كذلك فهته مصيبة وإن كان العكس فالمصيبة أكبر
زيارة خوصي مانويل مارغايو وزير الشؤون الخارجية الإسباني للثغر المليلي المحتل اليوم الجمعة 14 شتنبر 2012 بمثابة ضربة ديبلوماسية مبطنة، فزيارة من هذا النوع لكبير الديبلوماسية الإسبانية، الذي من المفروض بحكم منصبه الحساس كان حريا به توظيف المنطق الديبلوماسي كونه همزة وصل وقنطرة التواصل بين الدول والأنظمة، كان على السيد مارغايو أن ينأى عن هته الزيارة التي من شئنها بين قوسين إثارة أو إفتعال أزمة ديبلوماسية بين البلدين، الطرفين في غنى عنها آنيا بسب أكثر من ملف يربط الجارين، أما وقد فعلها كبير الديبلوماسية الإسبانية؟ أما وقد غض الطرف عنها كبير الديبلوماسية المغربية؟ أما آن لنا نحن المغاربة الإعتراف بإسبانية المدينة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire