الشريط الإخباري


dimanche 8 avril 2012

هل الإصلاحات ملاذ لحكام العرب من الشعوب الثائرة..؟



الكل متفق على أن الأنظمة العربية من أعتق الأنظمة في العالم نظرا للمدة التي يتربعها الحاكم العربي على السلطة وإنفراده بالحكم بدون مُنازع.. وهذا ناتج بطبيعة الحال أولا عن تجبر وتسلط النظام بغية تثبيت ركائز حكم قائد فُرض على الشعوب كرها شاءت ذلك أم أبت ولو كان يخالف أعراف الديمقراطية والعدل المتداولان.. ثانيا عن جهل الشعوب العربية لحقوقهم وواجباتهم، مالهم وما عليهم تجاه أنفسهم في المرتبة الأولى والنظام الحاكم، والعكس كذلك.. ولن تيترسخ هذا وذاك إلا بثورة فكرية إصلاحية من أدبياتها المصلحة العليا للشعوب والأوطان بدل التشبت بمنطق "الأنا" الذي لا يأتي إلا على دمار الأوطان وتعاسة المواطنين..، وأظن أن البلدان العربية اليوم خضم موضة (الثورات المقتبسة) في وضع لا يحسد عليه وغنى عن مثل هته الصراعات بين الحاكم والمحكوم، والثائر والنظام.. لأن ترتيب البيت السياسي بكل أبعاده والمنظومة الأمنية للشعوب في المقام الأول ثم تليها المرحلة الثانية لإصطفاء من هو أهل لقيادة البلاد والعباد  


إن المدة التي مُنحت للأنظمة العربية المعاصرة بعد تسلمهم زمام الأمور من سابقاتها كافية لمعرفة قدرتها على الإصلاح ومواكبة المسلسل الديمقراطي الذي تبنته منذ إعتلائها عرش الحكم، هذا المشروع الديمقراطي المزعوم والمنشود في نفس الوقت، حقيقة إستبشرت له الشعوب بعدما ظُن أن سحابة ظلم وقهر وإستبداد الأنظمة السابقة ستمطر غيث الحرية والديمقراطية والعدل إبان توليها مقاليد الحكم وتكون "خير خلف لأظلم سلف" إعتبارا أن وصول هته الأنظمة الشابة لسدة الحكم بمثابة إجثتات البلدان العربية من مستنقع الديكتاتوريات و-التفَرعُن- إن صح التعبير، لكن أتت رياح الحكام الجدد المتوخى منهم بزوغ فجر الحرية بما لا تشتهيه سفن الشعوب التواقة للعيش الكريم، وٱستمر عيش هته الشعوب حِجج من الزمن تنشُد حُلمها العربي -ليس من أجل تحرير فلسطين الحبيبة لا سامح الله لأنها لا زلت قاصرة ودون سن الرشد لتحقيق هذا الحلم العربي المقدس- وإنما حلم أن تعيش الشعوب العربية تحت سماء الديمقراطية والحرية والعدالة ولم لا الوحدة العربية.. فشتانا بين حلم يُرجى أن تيحقق وأضغات أحلام


ربما عهد الإصلاحات والتغيير أكل عليه الدهر وشرب بالنسبة للحكام بعد (الربيع العربي)..؟ ولا مجال بعد ثورة المحرومين والمظلومين للإمتصاص غضبهم وتمردهم على الأنظمة الحاكمة بنصوص دستورية لا ولن تُرسخ على أرض الحقيقة، ولا مكان كذلك لحرية وعدالة وديمقراطية لا محل لهم من إعراب التطبيق سوى الأسماء، لأن التغيير والمشاريع الإصلاحية تحت سيف الضغط لا تُصلِح ما أفسده التسلط وقت الرخاء 


أسئلة تطرح نفسها: أين كانت هته الإصلاحات المزعومة والشعوب العربية تئِن بين آلام القهر وأمل الحرية..؟ وهل كانت الأنظمة الحاكمة تكترث لشعوبها قبل شروق شمس الربيع العربي..؟ أما كان حري بأنظمتنا تدارك الأمر ومعالجته بإصلاحات فورية وفعلية قبل إستفحال المبدأ الثوري عند الشعوب..؟ أين كانت أيادي الصفح وسيف التسلط أشد وقعا على رقاب الشعوب..؟ 


رأس الحكمة شرَّع لنا على مدى قرون وأثبت أن "الثقة إذا فُقدت لا يمكن إسترجاعها.. ولو أسترجعت فهو إمتحان لنَيلِها" فالشأن العربي معلول بداء فقدان الثقة في أنظمته التي أثبتت في مواطن كثيرة على عدم أهليتها وجدراتها في تسيير الشعوب.. وأكدت للكل شعوبا ومعارضة ومنتظما دوليا أنها أنظمة من أجل مصالحها الخاصة ضد مصلحة الشعوب شعارها يُباد كل شيئ في سبيل ترسيخ قواعد حكم ديكتاتوري متجبر 


المجد والسؤدد لأنظمتنا العربية.. أما الشعوب فهي في حاجة إلى فهم قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي "ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر" فوا أسفاه على ما آلت إليه أوضاع الشعوب العربية   

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire