الشريط الإخباري


dimanche 6 décembre 2009

استراتيجية غبية


اعتبر الصحفي المغربي، أبو بكر الجامعي، في افتتاحيته لجريدة "لوجورنال" المفرنسة أن ما اقترفته السلطات المغربية ضد أمينتو حيدار أمر غير قانوني وغبي، ولا أخلاقي. وفيما يلي ترجمة لنص افتتاحيته لعدد الجريدة الصادر ما بين 21 و 27 نوفمبر الماضي.
-----------------------


إن ما قامت به السلطات المغربية مع أمينتو حيدار هو أمر غير قانوني، غير أخلاقي وغبي.

غير قانوني لأنه مناقض للإتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966، والتي وافق عليها المغرب ووقع عليها رسميا. وهذه الإتفاقية تقول أنه: "لا أحد يمكن أن يحرم من حقه في العودة إلى وطنه" (الفصل 12 المادة 4).

غير أخلاقي لأن هذا النظام أبعد امرأة، ضد إرادتها، من مكان تعيش فيه وكان دائما موطن أجدادها. فنحن هنا نفرق بين أم وعائلتها وبين أم وابنيها الإثنين. وعند هذا الحد علينا أن نتوقف قليلا ولنفكر مع أنفسنا ونسأل: أية أمة أصبحنا؟ وعلى أية مبادئ ترتكز حياتنا الجماعية؟ وما هو البلد الذي نريد أن نورث لأبنائنا؟ أيعقل أن كفاحنا المشروع في قضية الصحراء لا يمكن ربحه إلا على حساب مبادئنا؟ أو عن طريق انتهاكات حقوق الإنسان ضد أولئك الذين يخالفوننا الرأي؟

إن الخيار ما بين الوحدة الترابية لبلادنا وبين المبادئ التي ندعي الإيمان بها، هو خيار يبدو صعبا، ولكن المشكل هو أنه خيار خاطئ. فعلى العكس تماما، إن انتصارنا في هذه المعركة مرتبط باحترامنا لحقوق الإنسان، وللحريات الدينية، حرية الرأي وحرية تشكيل الجمعيات، خصوصا لأولئك الذين لا يشاركوننا موقفنا من قضية الصحراء. ومن هنا بالذات يمكن القول أن تطبيق خطاب الملك ل6 نوفمبر هو أمر غبي. غبي بشكل خطير.

إن أمينتو حيدار وأصدقاءها النشطاء يطالبون بحق الصحراويين في تقرير المصير. ومن جهتنا، إذا كنا مقتنعين أنه لا يمكن أن نرغم شعبا، إلى ما لا نهاية، بقبول سيادة يرفضها، فيجب علينا أن نتبنى استراتيجية لا تشجع الصحراويين على رفض انتمائهم للأمة المغربية. وبكلمات أخرى فإن الإستقلاليين ليسوا هم من يهدد مصالح المغرب بل هو تبني أعداد أكبر من الصحراويين لأفكارهم.

إن غباء موقف السلطات يكمن في حقيقة أنها بانتهاكها الحقوق الأساسية للإستقلاليين تساعد على تسويق فكرة الإستقلال. إن استراتيجية السيدة أمينتو حيدار وأصدقاءها تكمن في إقناع الصحراويين بأن مستقبلهم سيكون أفضل في إطار دولة مستقلة عن مستقبلهم في إطار السيادة المغربية. وبإظهار الوجه القبيح لحكمنا فإننا نؤكد هذه الفكرة.

إننا سنفوز بهذه المعركة فقط عندما نكون قادرين على منح مستقبل أفضل من ذلك الذي يقترحه الإستقلاليون، وللأسف يبدو أننا فشلنا بشكل متواصل في ذلك، فمن المخطئ في ذلك؟ نحن جميعا.

إن الأخطاء المتكررة هي، دون شك، بفعل نظام يجد أنه من الحاط بكرامته أن يحاسب على أفعاله، إلا أن حكامته التي تتبع "الأسلوب الحر" لم تكن ممكنة لولا أن نخبنا هي نخب فاسدة بشكل كبير، وجبانة أو ببساطة غائبة تماما لدرجة عجزها عن المحاسبة.

لكي نكون وطنيين، يتوجب علينا طرح سياسات النظام في قضية الصحراء الشائكة للتقييم والنقد لو اقتضى الأمر. أما الآن فإن "إجماعنا" على إغماض أعيننا عن التجاوزات التي يقترفها النظام هي بمثابة المقبلات ل"إجماعنا" على ضرورة ضمان السيادة المغربية في الصحراء الغربية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire